===========
تتسابقُ الأشواقُ لا تتثاقلُ
والرُّوحُ نحوكَ باليقين تواصلُ
أبصرتُ نوراً في رحابك مشرقاً
فعرجتُ في الأفلاكِ عنه أساءلُ
وتركتُ دنيا بالغرورِ توشَّحتْ
وإلى ضلالٍ كم تشدُّ أناملُ
وطرقتُ أبوابَ السّّماءِ بلهفةٍ
أتلو كلامكَ والدُّموعُ هواطلُ
يقتادني أملٌ إليكَ لأهتدي
ومضيتُ نحوكَ راغباً أتفاءلُ
فأنا المُشتتُ في ذنوبي والهوى
عن كلِّ معنىً للحقيقةِ غافلُ
منهوكةٌ منِّي القوى ياحسرتي
وعلى دروبِ الوهم كنتُ أقاتلُ
وإلى الغوايةِ بعتُ نفسي جاهلاً
وتجرُّني نحو الذُّنوبِ سلاسلُ
تتسارعُ الأعوامُ لا ندري بها
أجزاؤها في كُلِّها يتداخلُ
وحكايةُ الإنسان فيها عبرةٌ
أحداثها عن بعضها يتساءلُ
في الأرض نبقى عالقين لثقلنا
في ساحة الأهواء كم نتقاتلُ !
كم أغرقت هذي السُّنون بموجها
من بعد أمواجٍ تلوحُ سواحلُ
قد أشرقت أنوار ربي رحمةً
لا تنكرِ الأنوارَ لا ياجاهلُ
إنِّي نبذتُ غوايتي وخطيئتي
وأتيتُ أبواب السَّماءِ أناضلُ
مازلتُ أعرجُ في خشوعٍ راجياً
مابيننا ألَّا يكونَ فواصلُ
في رحلة المعراج روحي ترتقي
لا غيم يقلقني , لها أتجاهلُ
قمرٌ يطلُّ من الأعالي هامساً :
اصعدْ تعالَ إليك خيري واصلُ
صوتٌ أتاني في الفضاء منادياً :
ياعبدُ مادوني جميعٌ زائلُ
فاصعدْ على درجِ المحبَّةِ راقياً
لا يشغلَّنك عن صعودٍ شاغلُ
فسريتُ نحو النّور في غسق الدُّجى
طوعاً إلى الرَّحمن إنِّي راحلُ
ياربُّ إنِّي قد أتيتك نادماً
ليلي قيامٌ والدُّموعُ نوافلُ
وطرقتُ بابك راجياً مستغفراً
فعسى بعفوٍ ياكريمُ تقابلُ
تسبيحةً التَّحميدِ تنبضُ في دمي
والحبُّ في عمقِ الجوارحِ كاملُ
متوسلاً بمحمّدٍ مستشفعاً
مَنْ ذكرهُ أُنسٌ وخيرٌ وابلُ
فاقبلْ صعودي في رحابك راغباً
في عفوِكَ اللَّهمَّ إنِّي آملُ
--------------
البحر الكامل
**
مريم كباش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق