الجمعة، 16 فبراير 2018

قَطَّعْتُ كُلَّ اصابِعي -------------- د. صلاح الكبيسي


--------------
رُدِّيْ سِــلالَـكِ لَـــنْ تُـغْـنـي الـمَـواعِيْدُ ... لَــمّـا وَفَــى الـمَـاءُ .. خَـانَـتْنا الـعَـناقيْدُ
لا تَـسْألي الحَقْلَ عَـمّا ضاعَ مِـنْ ضَـحِكٍ ... فَـضِـحْـكَـةُ الـحَـقْـلِ بـاعَـتْـها الـزَّغـارِيْـدُ
وَاسْـتَـذْأبَ الـحُـزْنُ حـتّـى بـاتَ يَـخْنُقُنا ... بـالـنَّوْحِ مُــذْ غَـصّ فـي الـحُلْقومِ تَـغْريْدُ
وَكــانَ بــيْ وَطَــنٌ .. ذِكْــرى أهِـيْمُ بِـهِ ... أمُـــوْتُ فِــيْـهِ .. فَـتُـحْـيـيْـني الـمَـواعِـيْدُ
وَكــانَ بــيْ ألْـفُ مَـجْذوبٍ يَـذوبُ هَـوَىً ... لَــمّـا جَــفـا الـــدُّفَّ .. رَدَّتْــهُ الأنـاشـيْدُ
وَكُــنْــتُ أحْــمِـلُـهُ حِــــرْزاً وَيَـحْـمِـلُـني ... حَــمْــلَ الــوِســادَةِ طِــفْـلاً قَـلْـبُـهُ عِـيْــدُ
وَحِـيْـنَ يَـقْـسوْ تَـفُوْرُ الأرْضُ فـي رِئَـتيْ ... وَتُـوْقِـدُ الــنّـارَ فــيْ صَــدْري الـتَّـناهِيْدُ
..............................................
يــا ألْــفَ مِـيْلٍ مِــنَ الـوَسْـواسِ نَـسْـلُكُهُ ... عــاثَـتْ بِـخَـطْـوَتِنا الأوْلـــى الـتَـجـاعـيْدُ
بَــغْـدادُ يــا وَجَــعـاً مـــا زِلِـــتُ أدْمِـنُـهُ ... حـتـى ابْـتُـلِيْتُ .. فَـبَعْضُ الـحُـزْنِ تَـعْويْدُ
إنَّ الــمُـلـوْكَ .. بَـلـى مَــرّوا بِـقَـرْيَـتِنا ... فَـأفْـسَـدوْهـا وغــــالَ الــعَـطْـرَ بــــاروْدُ
عَرْشٌ مِنَ الوَهْمِ - يا بِلْقِيْسُ - فَانْتَبِهي ... مــا رُدَّ لِـلْـقَصْرِ - يــا بِـلْـقِيْسُ - مَـفْقوْدُ
..............................................
تِـسْـعٌ وَتِـسْعـونَ .. حَـظُّ الـنَّـاسِ واحِـدَةٌ ... مــا عــادَ لِـلْـحُـكْـمِ - يـا مِــسْـكينُ - داوُدُ
ثَـــوْبٌ مِـــنَ الــمـاءِ لا سِـتْـرٌ وَلا يَـبَـسٌ ... فَـكَـيْـفَ راعَــــكَ يــــا مُــبْـتَـلُّ تَـجْـريْـدُ
وَالـهُـدْهُـدُ الآنَ - يـــا بَـغْـدادُ – يَـكْـذِبُنا ... فَـكُـلُّـهُمْ فـــي قُـصُـوْرِ الـظُّـلْمِ مَـوْجـوْدُ
وَكُـلُّـهُـمْ فـــي نَــواحـيْ أهْــلِـنــا أسَــدٌ ... وَكُــلُّـهُـمْ عِــنْــدَ بـــابِ الـغَــيْـرِ رِعْــديْـدُ
..............................................
سَــيْـفُ الـضَّـلالَـةِ مَـغْـروْسٌ بِـصَرْخَتِنا ... يَـجْـنيْ عَـلَيْنا .. وَسَـيْفُ الـحَقِّ مَـغْمـوْدُ
حَـتّـى غَــدتْ بِـسْـمِكَ الـلّـهُمَّ تَـذْبَـحُـنــا ... وَبِـسْـمِـكَ الآنَ شَـــرُّ الْـخَـلْـقِ مَـعْـبــوْدُ
وَبِـسْـمِـكَ الآنَ هـــذا الــجُـوْعُ حـاصَـرَنا ... وَبِـسْـمِكَ الانَ شِـعْـبُ الـخَـيْرِ مَـسْدوْدُ
وَصــارَ فـيْ كُــلِّ رُكْــنٍ عِـنْـدَنا هُـبَـلٌ ... وَكُـــلُّ مَـــنْ يَـعْـبُـدُ الـرَّحْـمـنَ مَـجْـلـوْدُ
(فَـامْـنَعْ رِحـالَـكَ) إنَّ الـقَـوْمَ قَـدْ رَجَـعوا ... وَفِـيْـلُـهُـمْ بِــحُـطـامِ الــبَـيْـتِ مَــوْعــوْدُ

ملاحظة : كتبت القصيدة تأثراً بقصيدة للشاعر السوري المبدع حذيفة العرجي التي يقول فيها ( صباح الشامِ.. كم أهدت لنا عِنَباً وكم خُنّا العناقيدا) ولكن بقافية وبحر مختلفين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق