الثلاثاء، 10 أكتوبر 2017

__نزيف الإرتحال__رضوان عبدالرحيم


قِف..ْ لاتَسِرْ كمْ هدَّكَ التغريبُ
بلْ قمْ فَسِرْ..إنَّ الشمال َجنوب
والشرقُ غربٌ إنْ نَظَرْتَ بِحِيرةٍ
والغرْبُ تيهٌ والمزارُ عصيب
البَيْنُ فيكَ خريطةٌ معكوسةٌ
في حكْمه تاه المدى مقلوب
دعْ عنْكَ بوْصَلةَ الهوى معطوبةٌ
كلُّ الجهاتِ يَطالُها التخريب
مازلتَ في شَتَتٍ وتمْضي تائها
فيكَ الأماني خانها التَجْريب
غَفَتِ الجفونُ بلا كرىٰ موجوعةً
إنَّ السهادَ تشرذمٌ وشحوب
في القلبِ تغدو الآهُ محْض ضَريبةٍ
حيثُ الشهيقُ كما الزفير لهيب
روحٌ ينادي روحهُ متألماً
صَمْتٌ يَلفُّكَ والخيالُ هروب
كَمِّلْ مساركَ فالخطى مجبورةٌ
والهمُّ ظِلُّكَ تابع ورقيب
عجِّلْ.. فإنَّ الشمسَ حينَ شروقِها
تهْوىٰ الجُنوح َ مآلها فغروب
في لوْحَةِ الإحباط ِرَسْمٌ باهتٌ
وكأنَّهُ قَدَرُ الأفُولِ مَغِيب
هل تذْكر الأحْبابَ أينَ تغَيَّبوا
أفقُ الفضاء مضَبَّبٌ محجوب
أم ْ تذْكر الأصحابَ أينَ تفرَّقوا
والحلْمُ مجْهولٌ وأنت غريب
عاتَبْتَ عُمْركَ تكْتفي بجراحه
ما زالَ فيك اللْومُ و التأنيب
حاورْتَ رَوحكَ والعذابُ مُهيْمِنٌ
وهْمُ السؤالِ مَتاهةٌ ونضوب
رَوِّضْ فؤادكَ يحتوي إيلامه
القْهر لا يَنْفكُ مِنْك رهيب
أنْظرْ لدربكَ هلْ ترى طيفَ المُنى
حتىٰ اليقينُ مُكابِدٌ ومريب
لا تَشْتكِ الأوجاع َ أنتَ لها الأسى
أدْمنْتَها وَكفَى فذا المكتوب
يبقى الوقارُ مهابةً تحيا بها
قدْ زانها فوق المشيب مشيب
ماذا بوِسْعكَ والحياة رهينةٌ
في ملْعبِ الأقدار شُذَّ نصيب
رضوان عبدالرحيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق