الأربعاء، 21 ديسمبر 2016

--------------- عذراً حماك الله يا حلَبُ ----------------------الشاعر الكبير عبد العزيز بشارات /ابو بكر/ فلسطين


**********************************************
عـُـذراً حـمـاكِ اللهُ يـاحـلبُ ...........الـعـينُ تَـبـكيها وتَـنـتَحبُ ..
والـقـلبُ يـَزفـَر مــن حـشـاشته .....والآهُ تـَرفـُل هـالَها الـعَجبُ
أطـفـالُنا تـَحـتَ الــرَّدى هَـلَـكَت ...أمــا الـنّساءُ فمسّها الـعَطَبُ
والـكُـل يـهـتف أينَ ناصِرُنا...والـصـوتُ يـَعـلو خـارت الـعربُ
والـنـاسُ ذاقــت كـُـل نـائـبةٍ ......والـشعب يَبكي شـابَهُ الـغضبُ
الـمـوتُ أضـحـى بـيـن أظـهُرنا...بـينَ الـضَّواحي صـار يُـرتكبُ
داســوا الـمدائنِ فـي مـُجنزرةٍ .......والـطفلُ فـيها بـات يـنتحبُ
والــنـاس والــويـلاتُ تـحـصـدهم....لــمّـا رأوا نـيـرانـَها هـربـوا
جـيـشٌ مـن الإفـرَنج يـَقتُلنا ......فـي الـطائرات وطـبعُه الـكذبُ
يُـلـقـي عَـلـيـنا كـــل كــارثـةٍ ....والأرضُ يـَحـرقُـها ويـنـسـحبُ
أضـحَـت خـرابـاً أرضَ سـادتـنا ..مـا عـاد فـيها الـدفّ يـنضربُ
هـم أَحـرقوها وهـي شـامِخةً................لكنّها بالدمّ تَختضبُ
دُكّـت مـبانيها وقـد صَـرَخت .......طَـعمَ الـمنايا حـنظلاً شـربوا
الـطـفل صــاح مُـولـوِلاً( أبـتـي) ..والـطـفلةُ الـخَـرساء تـَحتَجبُ
بــيـن الـخـيام تـَقـودُنا أُمــمٌ .........فــي ذِلَّةٍ والـمـوتُ يـقـتربُ
هــم يـدّعـون الـسِّـلمَ تَـكـرمةً ........لـكّنـهم لـلـسِّلم قــد ضـربوا
حـكّـام أمـتـنا عـلـى فــرُشٍ ......مِن سُندُسٍ قــد زانـهـا الـذهب
أمـوالُـهم بينَ الهوى صُـرِفت ......بـين الـنوادي طـبعها الـلعب
والـدَّم يـجري تـحت أرجُـلهم ....داسـوا الدِّماء وغاصت الرُّكبُ
لـكـنّهم مــرُوا ومــا انـتَـبهوا .........خـانَـتهُم الأوســامُ والـرُّتبُ
يـلـهُون فــي نــادٍ يـَـروق لـهـم .........أو حـفلةٍ لـلعُهر تـقتربُ
أو سـاحـةٍ لـلرَّقصِ يَـسبقها .....عـرضٌ الـنساء ومـوسمٌ خـرِبُ
حـكموا بِـلاداً دون سـاكِنها ......يـبكي عـليها الـصُّلبُ والخشب
الــدار تـبـكي حـيـن فـَارقـها ......أَهــلٌ كــرامٌ بـَعـدما انـسحبوا
لـحمٌ يـُباع ومـا لـه طَـلبٌ ......عَـرضٌ على الشاشات يُحتسبُ
هُـزّت لـه الأبـدانُ خـائفةً ........فـي كـل ركـنٍ مـا بـه عـربُ
الـعُـربُ أوهامٌ مُشَتَّتةٌ ..........قـد ضـاعت الأنسابُ والـحسبُ
أحـسـاسُنا مـا عـاد يـُوقِظنا .......مـن نـَومنا واسـتفحل الـطّربُ
نـادت بـأعلى الـصوت نـازفةٌ....واسـتصرخَت لمّا لها اغتصبوا
لـكنَّها لـم تـلقَ داعيةً ..................ما هزَّهم في نخوةٍ أدَبُ
الـكـلـبُ رقّ لـِحـالها فـأتـى .......مـثـل الـقـَذيفة عِـنـدما يـثـبُ
عـَض الـسفيه أذاقـَه عـطباً .....والـموت أضـحى دونـه السبب
ألـكلب بـات يـفوقهم شـرفاً ....... مـا عـاد يحذو حَذْوَهُ الـنُّجُبُ
والناس من طبع الخنا اقترَبَت ...والفُحشُ في الحارات يرتكبُ
والـديـن صــار مُـهـلهلاً هـرمـاً ..بـيـن الـكـبار وشـابـه الـتعبُ
والــكـل فــي دُنـيـاه مُـلـتزمٌ .....أمّــا الـجـنانُ فـمـا لـهـا طـلـبُ
-------------------------------------------------------------
 عبد العزيز بشارات /ابو بكر/ فلسطين



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق