أكلّمُ قلباً لا يُطاقُ تَكَلــــــُّما
وَجرحاً إذا كَلَّ الكلامُ تَكلَّمَا
وَليلاً خرافيَّ التوجّسِ كُلّما
تَنَاءَيْتُ مَكلوماً أباحَ وَكَلَّما
وَجَفْناً رَمَاني بالّذي هو قَاتلي
وَصَادَفَ أني في رِحَابك إذْ رَمَى
فأرْبَكَ روحاً لا يُمَسُّ رَهَافَةً
وَأرْبَكني لَمَّا أَحلَّ مُحَـــــرَّمَا
وَضُوْءاً بدمعِ الأرضِ جئتُكَ رَاكعاً
وَقَبْلَكَ لمْ أركعْ لهامٍ تَكرُّمَا
صَفُوحاً كأنّي مَا ارتكبتُ جناية
وَلا كانَ قلبي في الغوايةِ أَظلـــــمَا
وَمِنْ صَفحِهِ أني إِذَا ما أتَيْتُهُ
بَكَيْتُ على ذَنْبٍ مَضَى وَتَبَسَّمَا
فإنْ شَفّني وَجْدٌ أقولُ لعلّني
وإنْ صَدَّ محبوبٌ أقولُ لَعَلَّما
فلو كانَ عشقاً لاتقيْتُ ضِرَامَهُ
ولكنَّ جَمْراً في الضلوعِ تَضَرَّما
ولو كانَ لحظاً لافتديتُ سهامَهُ
ولكنَّ سيفاً في الجراحِ تَثَلّـــــــما
فمِنْ أَيْنَ يا صهر النبوّةِ أَبْتَدي
وَكَيْفَ إِذَا بُدّئْتُ أنْ أَتَخَتَّــمَا
وَلِصْقُ الْحَشَى وَجْدٌ وَهَيْبَةُ عَاشِقٍ
إِذَا ذُكّرَ المَعْشُوْقُ فَــزّ مُتَيَّمَا
لِيَلَجِمُ خَيْلاً في الضلوعِ صَهيلُها
ولكنّها تَعْـــدُو بحبِّـــكَ لُجَّما
وَمِنْ أَيْنَ نَأتِي بالْمَوَدّةِ بَيْنَنَا
وَهذي بِلادُ اللهِ تَقطرُ بالدِّمَا
نَقُوْمُ إِلَى الدُّنْيَا وَنُتْقِنُ دَوْرَهَا
وَنَدْرِيْ إِلَى الدَّارَيْنِ دَرْبَكَ أَقْوَمَا
وَمِنْ أَيْنَ نَأْتِيْ يَا مُحَمَّدُ بِالْأُلَى
أَنَاخُوْا الزّمانَ المُرَّ حينَ تَعَلْقَمَا
وَلَانَ لَهُمْ صَعْبُ الحَدِيْدِ مَعَاصِمَاً
فَكَانُوْا لَنَا كَفَّاً عَصِيَّاً وَمِعْصَمَا
وَدَاسُوْا عَلَى عُوْجِ الصِّعَابِ وَذَلَّلُوْا
وَذَلَّ اعْوِجَاجُ الدَّهْرِ حَتَّى تَقَوَّمَا
وَسَادُوْا بِمَا شَادُوْا وَمِنْ لُغَةِ الحَصَى
تَعَلَّم مِنْهُمْ مَنْ أَتَاكَ وَعَلّمَا
ومِنْ أَيْنَ نَأتي يا عَليُّ بِفارسٍ
إذَا احْتَدَمَ الصَّفَّانِ كانَ مُقَدَّمَا
عَلَى كُلِّ مِقْدَامٍ تَقَادَمَ صِيْتُهُ
وَإِنْ أَحْجَمَ الفُرْسَانُ هَوْلاً تَقَدَّمَا
عَلَى جَانِبَيْهِ القَوْمُ صَرْعَى كَأَنَّهُمْ
وراء الربى أَعْجَازُ نَخْلٍ تَهَشَّمَا
وَكَانَ فَتَى الْفتْيَانِ فِيْ كُلِّ سَاحَةٍ
وَكَانَ عَجِيْبَاً أنْ يَؤُوبَ وَيَسْلَمَا
نَهَارُكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُوْرِ صَبَاحُهُ
وَلَيْلُكَ حَزْمٌ بِالنَّهَارِ تَحَزَّمَا
نَهَارُكَ وَضَّاحٌ وَلَيْلُكَ وَاضِحٌ
وَوَجْهُكَ وَهّاجٌ إِذَا الْكَوْنُ أَظْلَمَا
وَكَفُّكَ كُفْؤٌ وَالشَّدَائِدُ جَمَّةٌ
تَلِيْنُ إِذَا الرَّأْيُ الْحَكِيْمُ تَحَكَّمَا
يَمِيْنُكَ يُمْنٌ لَا يَمُنُّ نَوَالهُ
كَمَا الغَيْم يَهْمِيْ لا يَمُنُّ إِذَا هَمَى
وَيُسْرَاكَ يُسْرٌ وَالشَّمَائِلُ ثَرَّةٌ
وَأَيْسَرُهَا أَنَّا نَرَاكَ عَلَى الْعَمَى
وَقَفْتَ عَلَى كُلِّ الْجِهَاتِ مُعَلِّمَاً
وَكُنْتَ إِلَى كُلِّ الْمَعَالِمِ مَعْلَمَا
فَأَلْقَمْتَهُمْ فَتْحَ الْبَيَانِ فَصَاحَةً
فَمَا أَطْبَقُوْا فَكَّاً وَلَا فَتَحُوْا فَمَا
أَرَى كُلَّ أَصْحَابِ الْبَلَاغَةِ وَالنُّهَى
وَكُلَّ فَصِيْحٍ عِنْدَ قَوْلِكَ أَبْكَمَا
أَجِيْئُكَ ظَمْآنَاً وَبِيْ عَطَشُ الثَّرَى
وَلَا أَشْتَهِيْ إِلّا ثَرَاكَ عَلَى الظَّمَا
وَمَا حَنَّ بَالِيْ إِنْ ظَمِئْتُ لِدَجْلَةٍ
وَلا النِّيْلِ أَوْمَاءِ الفُرَاتِ وَزَمْزِمَا
وأَرْجُفُ سَعْفَاً إِنْ ذُكِرْتَ بِمَحْفِلٍ
وَأَهْتَزُّ نَخْلاً إِنْ ذَكَرْتُكَ أَيْنَمَا
فَوَلَّيْتُ قَلْبِيْ شَطْرَ ظِلِّكَ وِجْهَةً
وَوَجَّهْتُ وَجْهِيْ لِلَّذِيْ فَطَرَ السَّمَا
أُيَمِّمُ رُوْحِيْ فِيْ هَوَاكَ تَيَمُّنَاً
إِذَا كَانَ جَوْفُ اللَّيْلِ أَسْحَمَ أَدْهَمَا
كَأَنَّ صَلاتِيْ لا يَصِحُّ قِيَامُهَا
وَرَغْمَ كَثِيْرِ الْمَاءِ إِلّا تَيَمُّمَا
إِذا أنتَ لا تَرضَى وبابُكَ مُوصَدٌ
فَمَنْ ذَا الذي نَأْتِيْ وَنسْألُ مَغْنـمَا
عَنِ الكُلِّ مَشْغُوْلٌ وَذِكْرُكَ شَاغِلِيْ
وَلَسْتُ أُبَالِيْ إِنْ رَضِيْتَ بِمَنْ وَمَا
تَعَظَّمْتَ أَخْلَاقَاً وَحُسْنَ خَلِيْقَةٍ
كَأَنَّهُمَا كَانَا لِشَخْصِكَ تَوْأَمَا
فَسبحانَ مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ جَلالُهُ
وَسبحانَ مَنْ صَلّى عليكَ وسَلّمَا
وَأَهْتَزُّ نَخْلاً إِنْ ذَكَرْتُكَ أَيْنَمَا
فَوَلَّيْتُ قَلْبِيْ شَطْرَ ظِلِّكَ وِجْهَةً
وَوَجَّهْتُ وَجْهِيْ لِلَّذِيْ فَطَرَ السَّمَا
أُيَمِّمُ رُوْحِيْ فِيْ هَوَاكَ تَيَمُّنَاً
إِذَا كَانَ جَوْفُ اللَّيْلِ أَسْحَمَ أَدْهَمَا
كَأَنَّ صَلاتِيْ لا يَصِحُّ قِيَامُهَا
وَرَغْمَ كَثِيْرِ الْمَاءِ إِلّا تَيَمُّمَا
إِذا أنتَ لا تَرضَى وبابُكَ مُوصَدٌ
فَمَنْ ذَا الذي نَأْتِيْ وَنسْألُ مَغْنـمَا
عَنِ الكُلِّ مَشْغُوْلٌ وَذِكْرُكَ شَاغِلِيْ
وَلَسْتُ أُبَالِيْ إِنْ رَضِيْتَ بِمَنْ وَمَا
تَعَظَّمْتَ أَخْلَاقَاً وَحُسْنَ خَلِيْقَةٍ
كَأَنَّهُمَا كَانَا لِشَخْصِكَ تَوْأَمَا
فَسبحانَ مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ جَلالُهُ
وَسبحانَ مَنْ صَلّى عليكَ وسَلّمَا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق