الجمعة، 16 ديسمبر 2016

حلبٌ على دربِ الجراحِ للشاعر ياسر محمد عليوي

حلبٌ على دربِ الجراحِ تَسيرُ
 والكربُ داجٍ والمخاضُ عسيرُ
كَــــربٌ تمــددَ مثلَ ليـلٍ حالكٍ
 حامت به وســط الظلامِ طيورْ
في حومةِ الموتِ المحلقِ فوقها
 تنهـــالُ فــــــوقَ الامنينُ سعيرُ
يخــتالُ طغيانٌ يداهمُ فجـــرهـا
 يسعى لوأدِ شموخهــا الخنـزيرُ
من كــل مأفونٍ يلمُ قـــطيعـــه
 من كلِّ ساقطِ غيرة ويجــــورُ
ومؤامراتُ الشرِ تنسجُ حولهــا
 فيـفيـضُ شرا ذلــك الـــديــجورُ
و يبثُ فيها الموتُ ينســـــجُ ليلةَ
فيها تفيقُ مـن  الركــــــــامِ قبورُ
يغتالُ فيها كلُ حــــــــرٍ شامـــخٍ
 آلى على قهـــــرِ الطغــــاةِ يثـورُ
يومٌ به كـــلُّ الكــــــلابِ تـآزرتْ
 وسعت على وكـــــر الذئابِ تغيرُ
تعساً لـــه زمن تســــودُ كــــلابه
 وتهانُ فيه ضراغـــــــمٌ ونمــــورُ
يا غـــرةَ المجدِ المكابرِ والعــــــلى
 شهباءُ إنــــكِ للشــــموخِ نظـــــــيرُ
قد صرتِ رمـــزا للمكــارمِ كـــلها
 وصمَدتِ وحـــدكِ والمصابُ كبيرُ
وتكاثرت فيكِ الجــراحُ واثخــــنَ
الأعـداءُ والدنيا علــــيكِ تجـــورُ
قد جوَّعَ الاطفالَ طولُ حصارهمْ
 والموتُ ضــجَّ وقلبــــــهُ مكسورُ
إذ كــــيفَ يقــطــــفُ بالألـــــوف
 نفوسهمْ ويظلُ يحيا فوقها الشريرُ
كل المباني هدمت وتنـــــــاثرت
 ما عــــــادَ في حلــــــبِ الابـية دورُ
لا تعذلـوني إن شرقتُ بعبــرتي
 فالأرض حـــولي بالظلامِ تمورُ
والموتُ في حلب العزيزةُ شاخصٌ
 وانا اشــــــــاهـــــدُ والجناحُ كسيرُ
ما في يـدي الّا دمـوعُ تعاطـــــفي
 والجرحُ ما بين الشغافِ يغـــــورُ
اســـدٌ ولكنــــي غـــدوتُ مـــقيدا
 ماذا ستنفع غــــضبـــةٌ وزئيــــرُ
ان كنتُ لا اقوى على انجادهـــا
 فهنــــاكَ ربٌ فـــي السماءِ قديرُ
وهو المعزُ إذا يشــــاءُ بـقـولــــةٍ
 كُن سوفَ يأتي بعــــدها التـغــييرُ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق