الأحد، 25 يونيو 2017

ياملهمَ الشعرَ ..........غزوان جمان (ياقوت) العراقي


ياملهمَ الشعرَ صوتا ضجّ مختضبا
والجرحُ ينزفُ مثلَ النبعِ منسربا
ومنذُ الفٍ وهذا الجرح منفردٌ
ضاقت بهِ الارض ذرعا كلما سَرِبا

أقلْ فمي صوتكَ الهدّارَ عاصفةً
فمي صغيرٌ لترفعْ بيننا الحجبا
أبا ترابٍ بي الأحزانُ قدعصرتْ
هذا الدمُ الملتظي لن ينطفي عجبا
تظلُّ في وصفهِ الأقلامُ حائرة
حتّى لقد أتعبَ الأقلامَ والكتبا
أريهموا الحقَّ كيفَ الحقُّ منتصبٌ
اريهموا العدلَ كيفَ العدلُ ما احتدبا
مولاي من طلّقَ الدنيا بأجمعها
كبراً ومانالَ من إغرائها ذهبا
جاءتْ وفي كاسها اللذّات طافحة
تغوي الفقيرَ وياخسران من شربا
قد ردّها زاهدا والكون في يدهِ
تمسّحتْ فيهِ حتّى مالَ واحتجبا
لأنه عالمٌ في غدرها سلفاً
ما درّت السعدَ يوما للذي حلبا
قد يتّمَ الأرضَ حزنا يوم مصرعهِ
لكنّه لم يزلْ للجائعينَ أبا
هذا الذي شكم الأوجاع مصطبرا
لكنّه ظلّ مصلوبا وما صلبا
هذا الذي ظلّ رغمَ الموتِ منتصرا
نالَ الخلودَ وعافَ العالمَ الخَرِبا
هذ الذي دوّخَ الاشعارَ والشعرا
واربكَ الفلكَ الدوارَ والحقبا
هذا الذي تركَ الالبابَ ذاهلةً
أن قلتُ شمسا فإني لمْ أقلْ كذبا
هذا الذي سالَ في محرابهِ دمهُ
فكانَ أكرمْ من ضحى ومن وهبا
هذا الذي من نبيُّ اللهِ طلعتهُ
هذا الذي حارَ في أوصافهِ الخطبا
هذا الذي لمْ يصوّرْ مثله بشرٌ
( فكلّ أفعالهِ كانتْ لهُ لقبا )
هذا الذي يُطعمُ الأضياف في كرمٍ
خبزا لمنْ جاعَ أو ظلا لمنْ تعبا
ياقبرهُ روضة للسائلينَ غدا
ما ردّ سائلةً يوماً ولا انقلبا
مأوى الطريدِ اذا ما الدهرُ جارَ بهِ
حصنٌ لمنْ خافَ أو عن ارضهِ اغتربا
..........................
 غزوان جمان (ياقوت) العراقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق