الاثنين، 10 أبريل 2017

........الطرف أخضر....... سعود.أبو معيلش


الطرفُ أخضَرُ والجَديلةُ عَسجَدُ
رِمشٌ كحيل ٌقدْ عَلاهُ  الإثمِدُ
والخَدّ خَمْرِيٌّ كصَْفحةِ مَرْمَرٍ
والثَّغْرُ أحْمَرُ كالزُّهور  مُوَرَّدُ
والجيدُ في ثوبِ الحريرِ كأنهُ
قارورَةٌ تحتَ الدِّمَقسِ  زَبَرجَدُ
بَسَمتْ وقدْ شَعَّ الضِّياءُ بثَغرِها
عِقدُ اللَّآليءِ مُصْقَلٌ  وَمُمَرَّدُ
والخالُ يودي بالجَنانِ بِنَظرةٍ
وكنُقطَةٍ فوقَ الجُمانةِ  أسوَدُ
لوزِيَّةُ العينينِ تُسبِلُ جَفنَها
والوَجهُ بدرٌ للدَّياجي  أَمْرَدُ
لو كنتُ محزونَ الَّليالي أَدْهُراً
منْ نَظْرَة أنْسى الهُمومَ  وأُسْعَدُ
إنِّي القَتيل ُ ولا حياةَ بِبُعدِها
وكأنَّني من بُعدها قد  أُلْحَدُ
قد كانَ عمري في المَحَبَّةِ غُرْبةً
والآنَ رُوحي في هَواهَا  تَرْقُدُ
يَمَنِيَّةٌ بلقيسَ تَعلُو عَرْشَها
وَلَكُلُّ شئٍ في رُؤاها  يُسْعِدُ
شاميةٌ من قومِ تَدْمرَ أهلُها
وَقوامها في كلِّ شئٍ  يُحْمَدُ
عَربِيَّةٌ وَمِنَ الفُرَاتِ أُصُولُُها
بنتُ العراقِ جمالُها كم  يُقصَدُ
وَمِن َالحِجازِ إذا رنَتْكَ بِطَرفِها
تُمْسي الفُؤادَ بِحُسنِها  يَتَوقَّدُ
مِصرِيَّةٌ تُدنيْ البَعيد َ بِوِدِّها
تُمسي الَّليوثُ بعَطفِها  تَتَودَّدُ
وَوِدادُها سَكنَ الفؤاد جِبِلَّةً
كالنِّيلِ من أمواههِ لا  ينْفَدُ
ومن المغارِبِ في الرِّباطِ كأَنَّها
ريمُ الفَلا منْ طَرْفهِ  يَتَوعَّدُ
قلبٌ كبيرٌ في المَودَّةِ إنهُ
مَيدانُ حُبّ ٍ بَابُهُ لا  يُؤصَدُ
يا ربِّ إرحمْ حيلَتي وصبَابَتي
أنتَ الإله لغيرهِ لا  أسجدُ
رُومِيَّةٌ جاءتْ إليَّ زَجَرْتُها
مِنْ نُصْحِ ديِني قولُه  لا تَعْتَدوا
والآنَ ظبيٌ من ْ بلادي سامَني
كلُّ العَذابِ بِجورهِ  أتقَدَّدُ
أمضَيْتُ دهْراً مُدنَفاً بعدَ النَّوى
ما جاءني يوماً لِداري  عُوَّدُ
أيَّامُنا مَعْدودَةٍ بِدَقائقٍ
حُكمُ القَضاءِ بِعُمرِنا  يَتَرَصَّدُ
يا ليتَ أيامي تَعُودُ لعَهدِها
والوِدُّ من بعدِ الجَفَا يَتَجَدَّدُ
 سعود.أبو معيلش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق