يجتاحني الغم والأوجاع تنتحب
يهزني ذلك الإرهاق والتعب
رأسي كمثل الرحى ماتت سكينته
والوجه يخذلني هيهات يحتجب
في أي درب يغيب الخطو منفلتا
عقلي يخاصمني كم هده العجب
سلوا المنايا عن الأعراب كم قتلوا
فالقتل يحصدهم ما غابت الكرب
في الأمس كم دفنوا والعد مرتقب
حتى شكانا الأسى والضيم والترب
بلى وقد خنقوا موتا بلا رحم
وهكذا حالنا يهوي ويحترب
يا أيها الدهر مات العز منهزما
والمرء من ظله يخشى ويرتعب
يا موطنا شله التخويف عاقبة
فكيف في مثله تحيى وتنتسب
خاضت بنا زمرة السلطان معتركا
والشعب ذاك هو القربان والحطب
يأبى المنون قضاء الموت منفردا
هذي حشود الردى ما الذنب والسبب
بعد الرصاصة صار السم مقتلنا
لا ضير في قتلنا إذ أننا عرب؟
بيعت عروبتنا ماتت بها قيم
والغل يطحننا والدمع ينسكب
نحن الذين منحنا الحقد سطوته
والتف من حولنا الأعداء والنوب
نكاد من هولنا نرجو منيتنا
ما قيمة العيش بالإذلال يغتصب

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق