على الموصلِ الحَدْباءِ قدْ خَيّمَ الرّدى --- فَليسَ لغَيرِ القَتْلِ في السّاحِ مَلْعَبُ
أحاطَتْ بها الْأهوالُ مِنْ كلِّ جانِبٍ ---- فَوَجْهُ الْألى فيها كئيبٌ ومُرْعِبُ
وكيفَ وقدْ ضاقتْ عليهم ديارُهُمْ ----- وليسَ لهمْ فيها مِنَ المَوتِ مَهْرَبُ
فَمَنْ قد نَجا مِنهم مِنَ الموتِ غالَهُ ----- رصاصَةُ قَنّاصٍ على السَّطْحِ يَرْقُبُ
وكَمْ قد قَضى مِنهم مِنَ الجوعِ والطّوى -- وأقصى أمانـيـهِمْ طعامٌ وَمَشْرَبُ
وفي كلِّ دارٍ وَحْشَةٌ وكَآبةٌ ------ وفي رُكْنِها بومٌ يَئنُّ ويَنْعَبُ
وكيفَ وقدْ خَلَتْ وماتَ أنيسُها -------- وجُدرانُها تبكي عليهم وتَنْحَبُ
وأسْواقُها أضْحَتْ خراباً وبَلْقَعاً -------- كأنْ لم تكنْ يوماً تَضُجُّ وتَصْخَبُ
مئاتٌ مِنَ الْقَتلى على طُرُقاتِها ------- وكانتْ بها الْأطفالُ تَلهو وتَلْعَبُ
مؤامَرَةٌ أزْرَتْ بها وَبِأهْلِها ------ يَحارُ بها الْعَقلُ الحَصيفُ ويَعْجَبُ
مؤامَرَةٌ جَرّتْ إليها مَصائباً ----- تَنوءُ بِحَمْلِها الرَّواسي وتَتْعَبُ
أرادوا بها كَيْداً فَنالوا مُرادَهمْ ----- فأضْحَت كَمَأسورٍ على الْحُرِّ يَصْعُبُ
وتبكي عليها الْعَينُ مِنْ فَرْطِ حُزْنِها ---- وتَذْرِفُُ دَمْعَها سَخيناً وتَسْكُبُ
فَياليتَ شِعري هل سَتَبْقى ضَحيَّةً ---- يُجَرُّ إليها كلُّ شَرٍّ ويُنْسَبُ !!
أمَ انَّ صراعَ الفاسدينَ سَيَنْتهي ---- وشَمْسُ مَخازيهِمْ عنِ الْكَونِ تَغْرُبُ
فَيأتي إليها الْخَيرُ مِنْ كلِّ جانبٍ ----- وأيّامُها تِلكَ العِجافُ سَتَذْهَبُ ؟؟
الرّدى : الموت
الألى : الّذين
غالَهُ : قَتَله
الطّوى : المبيتُ جائعا
ينعب : النّعيب صوتُ البوم
تنحب : النّحيب البكاء الشّديد
تضجّ وتصخب : الأزدحام والصوت الشّديد
الرّواسي : الجبال
العجاف : الهزيلة من الشّدة والجوع
المهندس خليل الدّولة
8/4/ 2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق