ملَّ الفؤاد قريبا ليت يقترب
كذا الغريب فرحَّالٌ ومُغترب
والدهر حَظْو وفيه الفوز أمنية
لعلَّ من أملٍ يأتي ويصطحب
لليأسِ ألفُ صُراخ ينبري وجعا
غمُّ سقيم بهِ الآمال تُحتَجَب
هذي دروب الهوى في رسمِ مفترق
ما للخُطى سعيها يشقى ويَصطَخِب
هدْهدْ ضلوعك نحو الراح مُهتديا
في جوفها القلبُ كم يرنو وينقلب
ما كل فاتنةٍ للوجْد صاحبةٌ
أو طيفُ عابرةٍ في لمحها لُبَب
هدَّ السؤال خيال الحُلْم محتقنا
كل الشجونِ مع الأحلام تحْترب
ما لاح فجر بدون الهم معتنقا
تصفو لحين وطورا أنت ملتهب
أشْجى الوَقارُ عيونًا لَيلُها أرق
والفكر ما زانه وقْدٌ ولا إرب
فأنتَ في وطنٍ شاهتْ مبادئه
يَرقىٰ السفيه وحقُ الحرُّ مُستلبُ
في كلِّ يوم ترى والعينُ شاهدةٌ
منْ حولكَ الحال في أحوالهِ العجب
وللكرامِ شكاةٌ لا قضاءَ لها
الموتُ أهونُ حيثُ العيش يُغْتصب
أنظر إلى أفق العلياء رفعته
عند الإله معاني الصبر تُحْتَسب
لسوفَ تدرك ما ترجو تَيَقُنه
والصبر مُغْتنم إذْ هدَّك النصب
تمضي الدنى عبثا تكفيك عبرتها
حَتامَ فيك الأسى والهم والعَتب
ما كانَ في اللّٰهِ يبقى رهن قدرته
مهما يماري بك الوسواسُ والرِيَب
له القضاءُ مع الأقدارِ شِرْعته
فَأرْفق بحالك مهما نافقَ السبب
رضوان عبدالرحيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق