الثلاثاء، 13 يونيو 2017

السم والترياق..........رضوان عبدالرحيم

______
الشعر قبل معاني القول إشْراق
قبل البحور وقبل النَظْمِ أخلاق
ما للغرورِ يزيد النفس معتنقا
أراكَ تَجْنحُ فيكَ الزهوُ حَرَّاقُ
كلُّ القصيدِ الذي نَجْتَرُّ أحْرُفه
قد قيلَ يوماً فذا التحصيلُ أوراق
فلا تَغُرنَّكَ الأشعارُ جامحةً
بكَ الغُلوُّ وكمْ في الحُلْمِ إرهاق
فأنت في أمُّةٍ بالشعر ناطقةٌ
لها القريضُ بلِسْنِ الناسِ أذواق
مهما تقول فإنَّ القول نافلةٌ
يبقى التواضعُُ نبضَ السعيِ خلَّاق
الشعر يَسْمو إذا ما كنتَ تُنْصِفه
بِنُبْل فكرٍ ِ فَخير الشعر سَبَّاق
وكنْ لهُ لُبباً دون القشورِ رُؤَىً
الشعر كالطيْرِ والميدانُ آفاق
ما قيمة القولِ تخفي كُنْهَهُ كِبَراً
فأنتَ قَزْمٌ وسِفْرُ الشعرِ عِملاق
هذي السجالاتُ فأكْتبْ دونما كللٍ
دعِ الهوىٰ أدباً يأتي ويشتاق
أتَدَّعي بَطَراً في الشعر يا عجبا
فالأمر مُسْتهجنٌ بلْ مُتْعِبٌ شاق
لمْ يَبْلغِ الأمرُ حَدَّ الفَخْرِ تزعمه
بلْ أنتَ في الشعر تَحْبو دونك الساق
وما بلغتَ من المعشارِ ناصيةً
وما الدواوينُ ميزانُ فتَنْساق
أنظرْ لحالِكَ أينَ الحظ تَحْسبه
إنِّي لمثلكَ أرْنُو فيَّ إشفاق
يُرديكَ هذا الهوى يوماً بهاويةٍ
يا خاوياً خانهُ في القصدِ إحقاق
نُصْحي فموْعِظةٌ إن كُنتَ تدركها
ألا تَفُكُ قيوداً فيكَ أطواق
 رضوان عبدالرحيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق