إني مَجنونٌ بٱمراةٍ
يُبهرُني حينَ أناديها
لحنٌ شرقيٌ إذ رَدّت
درٌ وعقيقٌ في فِيها
سمراءَ تُغازلُني حُسناً
فأَموتُ شهيدَ معانيها
وتَميسُ القَدَّ إذا مرتْ
إنْ هَبَّ نسيمٌ يُثنيها
طلَّتُها قيثارةُ روحي
ألحانَ مَلائكَ تُهديها
فكأنَّ الشمسَ بطَلعتِها
أثوابَ بهاءٍ تَكسوها
إذ غَنّتْ تَبتسمُ الدنيا
وطيورُ بشائرَ تَعلوها
وقلائدُ تِبرٍ أدمعُها
تُسكِرُ مَن شافَ فيَشكوها
تَعتصرُ الليلَ قتامتُهُ
فيَهبُّ إليها يُدنيها
ويَضيعُ البدرُ إذا هَلّتْ
فيَخِرُّ يُقَبـِّلُ رجليها
ويَلفُّ النجمُ عباءَتهُ
ليُنيرَ دروبَ أمانيها
يَجلدُني لحظُ نواظرِها
بسياطِ مَفاتنِ عينيها
تأخذُني مَفتوناً قلبي
وقتيلاً حيثُ شواطيها
تَجمعُني أشلاءاً قُدَّت
مِن شوقٍ بينَ ذراعيها
تُنسيني الكونَ بأجمعِهِ
وحياتي كلَّ مآسيها
وتُعوّضُ حرماني حباً
مجنوناً يُشبعُني تِيها
وتُراقصُ قلبي مِشيتُها
وتُذيبُ الحزنَ مآقيها
فلأجلكِ سيدتي خُلِقَتْ
أوصافُ الحُسنِ بما فيها
ولأجلكِ أشعاري لُعنِت
وقتلتُ جميعَ قوافيها
أحرقتُ مدائنَ حاضرِها
ونَسفتُ مَمالكَ ماضيها
فحروفي خاشعةً تَجثو
لمَقامكِ هلّا تُرضيها
وتكوني آخر مَلحمةٍ
في العشقِ دمائي تَرويها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق