الثلاثاء، 26 سبتمبر 2017

قصة قصيرة الصراط...........فريزة سلمان.


أقف مشدوهة لغرابة المكان ،لما أنا هنا؟
مساحة الرؤيا أمامي واسعة ،فكل ما حولي خلاء ماعدا جدار على يميني مبنيّ بجماجم بشرية .
نظرت والهلع يسمني، لم أعرف أحداً منهم ،أشكالهم غريبة يبعثون الخوف في النفس.
أشحّت بوجهي وأسرعت، وإذ بصوت يناديني:
سامية؟!
تسمرت خطواتي وأكل الخوف قلبي كذئب جائع ،التفت صوب الصوت .راعني وجوده؟ إنه حمود الأشقر ،ابن ضيعتي ،ذاك العاصي ، ذوالأخلاق السيئة.و الذي مات قتلا ً لإعتدائه على قاصر.
: ماذا أتى بك إلى هنا هههههههههه
هذه أرض الحساب .ألا ترين؟وأشار بيده نحو يساري
" نعم إنه هو هذه سحنته، وهذه ضحكته الماجنة."
هربت منه،و من كلماته وأسرعت الخطا وأنا أحس أنني مسمرة إلى الأرض، رغم سرعة خطواتي.
لاحت نظرة مني إلى يساري حيث أشار بيده ،خرج صوت مني ،لاأدري إن كان مسموعاً ،أو كان حشرجة، أو هيئ لي أنّي أصرخ .عيوني فرّت من محاجرها
الويل والثبور وعظائم الأمور أمامي ،جهنم تولم بنا،
قدور تغلي برؤس بشر ،وقودها بشر ، واقدوها عمالقة" .
أركض وأركض في طريق الخلاص ،وإذ به يضيق ويضيق ،وأنا أشهق ،نفذ الهواء من رئتيّ من الرعب الذي خلفي ومن طريقي الذي أصبح كالشعرة ،وتحته السعير الذي به يوعدون.
اختلطت صيحاتي الفزعةوقهقهات حمود الأشقر التي تلاحقني.
أحسست القنوط والوهن وإن نهايتي أوشكت،وحسابي قد ابتدأ.
" يالله ماذا فعلت لأحاسب مازلت صغيرة،ولا أعرف من الدنيا الخبائث ؟ربي ارتكبت خطأ وليس معصية؟
ربي سامحني سأنتبه للقطيع كي لايفسد زرع بيت أبو علي. التوبةيالله،كانت غلطة؟! كنت أريد أن أتعلم الدبكة ،كل الصبايا كانوا يدبكون على البيدر ،وقفت وتفرجت عليهم لا أكثر.
كيف لي أن أتذكر والفرحة تأخذني أنني أرعى قطيع الغنم.وأنه شرد وأكل الزرع؟
سامحتني يالله ،أرجوك سامحني ستلتهمني النار ،
أصحو على صوت أبي
سامية : مابك تهلوسين؟ عندك حرارة ؟
ويمس جبيني الذي يلتهب من الحمى.
تمت
فريزة سلمان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق