الاثنين، 1 مايو 2017

صورة من دياري شعر : ماجد الراوي من ديوانه المطبوع ( طيوف ساحرة )

حَدا عابِرُ الفَيْفاءِ بالأمْسِ ما حَدا
 نَشيداً تَعالى في القُلُوبِ مُرَدَّدا
وغَنَّتْ حَماماتُ الشُّطُوطِ مُوشَّحاً
 ومَرَّ السنونو تارِكاً في الفَضا صَدى
رُبُوعي بها الآصال تبعث حسنها
 فتترك قلبي في حماها مقيدا
تلَوَّى قِطارُ الشَّوقِ حتّى أحالَني
 إليها وعانَقْتُ السُّرُورَ مُجَدَّدا
يَزِيْنُ انْحِناءُ الشَّطِّ في اللّيلِ أُفْقَها
 ويُضْفي عليها النَّخْلُ حُسْناً مُحَدَّدا
على بابِها الإقْدامُ والحَزْمُ والنَّدى
 قَناديلُ أنوارٍ تَشُعُّ على المَدى
مضايِفُها تَدْعُو الضُّيُوفَ بِنارِها
 ويَخْفُو عليها البَرْقُ سَيْفاً مُهَنَّدا
تَبَسَّمُ للزُّوَّارِ منها مرابِعٌ
 تَصَيَّدْتُ فيها الحُسْنَ فيمَنْ تَصَيَّدا
جَلَستُ فُوَيْقَ الشَّطِّ أنْظُرُ نَحْوَها
 حَكى الماءُ ماساً والشُّطُوطُ زُمُرُّدا
أُسّرِّحُ في ظِلِّ النَّخيلِ مشاعِري
 أغيبُ بهِ نَجْماً وأُشْرِقُ فَرْقَدا
إذا ضَلَّ أهلُ العِشْقِ يوماً فإنَّني
 بِحُبِّ شَواطِيْ الخَيرِ سارٍ على هُدى
سريرُ حضاراتِ ومهدُ مكارمِ
 وأقدمُ من ( إدريسَ ) في الدهر مولدا
فإنْ فاتَني ذا اليوم في الشِّعرِ وصْفُها
 فَعَلَّ الذي قدْ فاتَ أُدْرِكُهُ غَدا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق