الأربعاء، 15 فبراير 2017

.......جَفَلت ْ الظِّباء.......شاعر البيداء سعءود ابو معيلش



تَنْأى الظِّباءُ إذا رَغِبْتُ بِقُربِها
وأنا الودود على الظباء  كَرِيمُ
وأَتَيْتُ للغُدْرانِ أَطلَبُ شَرْبةً
جَفَلتْ أَراها فِي السُّفوحِ  تَهيمُ
وَرَغِبْتُ أَن أُبْقي لِنَفسي أَرْبَعا
وَلإِنَّني مِنْ هَجْرِهِنَّ  سَقِيمُ
وَيَرَيْنَنِي السَفَّاح مِن أُسْدُ الشَّرَى
لكِنَّنِي مَن ْ خَيِّرٌ  وَحَليمُ
في حَيْرةٍ طول المَدى ما عِلَّتي
مُتَأَلـِّمٌ ولصدهِنَّ  أَليمُ
حتَّى أتيتُ النَّبْع بَعدَ فَرارِها
وَلَظامِيءٌ والهَمُّ فِـيَّ  مُقيمُ
لَمَّا نَظَرتُ المَاءَ بانتْ صُورَتِي
والرَّأسُ فيها شَامِخٌ  وَعَظيمُ
والصَّدر كانَ كـَكَلـكَلٍ لِعَجُومةٍ
وكأن شَعْري في  السُّهولِ هَشيمُ
فَحَنَوْت ُ فَوْراً لِلظِّباء بِرَوعها
وَقَنِعْـتُ أَنِّي لِلظِّباءِ  مضيمُ
فَعَرفتُ أنِّي كالأُسوُدِ خَلِيقَتي
هَرَبُ الظِّباءِ بِحَضْرَتي  لَسَليمٍُ
أزمَعتُ هَجراً كي تَعيشَ بِراحَةٍ
وَعَرَفتُ أنَّ بعادهُنَّ  وَخيــــمُ
فَبَكَينني وَرَكضنَ خَلفيَ في الفَلا
قد قُلنَ لي إن الفراقَ  أَليمُ
فَأَخذْنَ ينْشدْنَ القَرِيضَ بِقُوَّتِي
وَبِأَنَّنِي مَلِكُ الفَلاة ِ  عَظِيمُ
يَعشَقْنَني عند الصَّباحِ وإنَّنِي
إن حَلَّ وقتٌ للمَقيلِ  غَرِيمُ
ماذا أَقُولُ إذا الإلهُ بِخَالِقي
فَحْلُ السِّباعِ لهُ الظِّباءُ  تُضِيمُ
كَيفَ السَّبيلُ إلى الوِدادِ وَظبْيةٍ
إما رأتْني في القِفَار  تَحُوُمُ
وَبأَبْحرِ الأشْعَارِ أَفلاكاً لَها
خَلْفُ القَريضِ تُذِلُّني  وتَسومُ
وَتعَومُ في وَسَطِ البُحورِ وقد رأت
أن لا أسُُودٌ خَلفها  سَتعومُ
كَرٌّ وَفَرٌ قدْ أشابَ ذَوَائِبي
إنَّ الإله بقَصدهِنَّ عَليمُ
 شاعر البيداء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق