بُـــحَّ الأنيــنُ ... أَمـَـا فـي الكــون آذانُ.......غياث عياش

بُـــحَّ الأنيــنُ ... أَمـَـا فـي الكــون آذانُ
 أمْ كــفَّ عـن نَجـْدَة المَلهــوفِ وجـدانُ

قـد مَــزَّقَ البَغـيُ أوطــانــي بِقَبْضتـِــهِ
 وعَمَّـــتِ الـــدَّارَ ........ آلامٌ وأحــــزانُ

وَسُعِّـــرَ الغـِــلُّ فـي أرجــائهـا تَـــرَفـَــاً
 وبَـــاتَ للحقْــــد ... أظْفـــارٌ وأسْنـــان

هـذا عَـويـلُ الأسَـى يَغْشَـى مَسَـامعنَـا
 هـذا فَحِيـحُ البِلَـى فـي السَّـاح رنَّـــان

هـل أُقْفِلَـتْ عن صراخ الغـوْث نـافـذةٌ
 أم أغمِضَـتْ عن بَـريـقِ الحـقّ أجفَــان

إنّ الضَّمـائــر .. لـو نـامـت .. حميَّتُهــا
قـد يَسْتـوي عنـدهـا وحــشٌ وإنســان
**************
ياشـامُ .. ياجنـةً لـلأرض ..قـد خُلِقَـتْ
 كمْ هَامَ من سِحرهَـا في الحبِّ ولهـانُ

حـوريـَّةٌ .. سُنـدسُ الإعجـازِ .. حلَّتهـا
 وَنَفحـَةُ الطّيـبِ فـوق الحُسنِ بُرهــان

واليـاسميـنُ بـِوَشْـم الطُّهْــرِ رَصَّعَهـــا
 ففـــاحَ مـن ثَغـرِهـــا مِسْـكٌ ورَيْحــان

وهـالَــةُ النـُّـور فـي الأرجــاء دائمــــةٌ
 فـالفجـْرُ مـن نـورهــا اللَّأْلاءِ سَكْـــران

أنَّـى تَـوَجَّهـْـتَ تُسْبـَى فـي مفــاتنهــا
 وجسـَّـدَ السِّحــرَ ..... آكــامٌ ووديـــان

قـد صَـاغَهــا اللَّــهُ إبــْداعــاً ومعجــزةً
 فَحـَـارَ في حسنهــا .. شعــرٌ وألْحــانُ

إنَّ التَّــآلـف.. شـرعٌ .. في عقــائـدهــا
 فالنــَّاس في روضهـا .. أهــلٌ وخـلَّان

كانـت على هـامـة التّـاريـخ جـوهــرةً
 للمجــد تـــاجٌ ..... وللعليــاءِ عنـــوان

أُسَـائـلُ الكـون في حـزنٍ وفـي ذَهَـلٍ
 هـلْ سُجِّـرتْ أرضهــا أمْ هـاجَ بـركـان

فـالطَّـوْقُ أُحكِـــمَ مقــرونــاً بنــازلـــةٍ
 وأجِّجَـتْ فـي مـروج الـوَعـْي نيــران

صَــارتْ ربــوعُــكِ مَيــْدَانـــاً لِمَقْتَلـَــةٍ
 يُشْفَـى بهـا الغــلُّ مـن ذَبــْحٍ ويــزدان

فـالــدَّارُ تَحسَبُهـــا ... أطْــلالَ داهيــةٍ
 أو جثـَّــةً فَتَّهـَـــا ... ذئـــبٌ وعِقْبـَــان

كـم داحـسٍ أصبحتْ تَفـري أوَاصِـرَنـا
 عهْــرُ السِّيـاســة ... أشكــالٌ وألـــوان

هبَّـتْ مـن الجَهـل ريـحُ الشَّـرِّ منتنـــةً
 واسْتُقْدِمَتْ من كهوف الرِّجْس أوثان

هـذا أبـو الجَهـْلِ مَـزْهـُـوٌّ بِغَطـْرَسَـــةٍ
 وذا أميَّــةُ .. فـي الأرجــاء .. جَــذْلان

وذي نضيــر علـى الأعـراب سـاخــرةٌ
وابـن السَّلــول مـع الأعــوان نشــوان
*****************
يـاشــامُ .. قـد قـرَّرَ الأوغــاد فعلتَهُـم
 وَسـَاقَهُــمْ لِخَبيـثِ القَصـْـد ... رُبَّـــان

كـم رَدَّدَ الـزَّيـْفَ والبهتــانَ منبــرُهــم
 وَمِنْبــرُ العِهــْـرِ مهمــا قــال عِــريَـــان

والبعـضُ قـد جعـلَ الأديـانَ ستـْـرَتَـهُ
 والغـدرَ أخْفَى ..كـأنَّ الـديـنَ قمصـان

ونخـوة الحـرِّ تخبـو في ضمـائـِرِهـمْ
 وشِـرعَـةُ الغـاب مـِلْءَ الثَّغــرِ إِعــْلان

هـذي الشُّعـوبيَّـة الخـرقاءُ تسحقنــا
 إذْ طافَ من نَتْنِها في الحيِّ جـرذان

هـذا الفجـورُ شقــوقٌ فـي كـرامتنــا
 للشـرِّ نصــرٌ ... وللأجيــال خسْــران

والكـلُّ قـد طعـنَ التـاريـخُ حجَّتَهـم
 فنَحـْنُ مـن أمَّــةٍ .. والجـدُّ عـَدنــان

إنَّــا لنَعجـَـبُ مـن قـولٍ ومـن عمــلٍ
 يُفْضـِي إلـى فـُرقـَةٍ.. تَــأبــاه أديــان

في عصرنـا منطـق التَّقْسيم مَهْـزلـةٌ
 ومـا تَبَنَّــــاه ... إنجيــــلٌ وقـــــرآن

هلْ تَرسُمونَ على الأهـواء خـارطـةً
 وتَحسبـونَ بـأنَّ النـَّـاسَ خــرفَــــان

لا يُعمَـــرُ البَيــْتُ إلّا فــوقَ أعمـِــدَةٍ
 ومـا تُشـَادُ بـدون الـرَّصـْفِ جـدران

هـذا المصيرُ سُقـوطٌ نحن نَحصُـدُهُ
 مِـنْ بعـدمـا كمَّــمَ الأوطـان إذعــان

يابنت غسّانَ كم نَـاصَرتِ من عَـرَبٍ
 والوَيـلُ في غَـدِهِـمْ إن طاحَ غَسـَّان

إنَّــا لنَــرفُـضُ غــايــاتٍ وإنْ لَمَعَــتْ
 إنْ ضاعَ في دَربِهـا شعـبٌ وأوطـان

كفّـوا فهـذي ريـاحُ المـوتِ سـافِيَــةٌ
 والبـؤسُ مـن مقلـة الأطفال هَتَّــان

هـلّا ارعَـوَيْتُم مَلَلْنــا من جـرائمكــمْ
 لا يـرتضـي فعلكـم إنـسٌ وشيطــان

فعل الأذيَّـةَ .. مهمـا ساق من حججٍ
 عارٌ على المَــرءِ في الـدُّنيـا وكفـران

لا تَفـرَحـوا لعنـةُ الأوطـان تلحَقُكــمْ
 فمــَا بـِذاكـِرَةِ الأجيــالِ .... نِسيــَـان

أين الضَّمـائرُ هل نَحظَـى بصحوتهـا
 مَـنْ رامَ غيرَ حقـوق الشَّعـبِ خَـوَّان

لن يـأتِيَ الحـلُّ قطعـاً في مُساعَـدَةٍ
 ما أرجـَعَ الشَّـرَفَ المَهـْـروقَ إحسـانُ

آهٍ أيـَـا وطنـي قــد بُحـْتُ مُعضلتـي
 والصَّمـتُ بعـد جَـلاء الحـقِّ خـذْلان

تحيتي وتقديري
 غياث عياش