الجمعة، 9 مارس 2018

" سُـوهَاجُ " شعر / محمد فايد عثمان


ـــــــــــــــــــــــــ
نَغَمٌ عَلَى شَفَةِ الرُّؤى " سُوهَاجُ "
عَزَفَـتُهُ فِـي ثَغْـرِ المُنَـى الأودَاجُ
نَسَجَ النَّدَى والفَجْرُ بُرْدَةَ أُفْقِهَا
فَجَـلا بَدَائِـعَ وَجْهِهَــا النَّسَّـاجُ !
وَجَـدَائِلٌ ذَهَـبٌ تُرَصِّعُ جِـْيدَهَـا
يزهـو بهـنَّ عَلَى الرَّءُوسِ التَّـاجُ
وَعَلَى مَدَارِجِ خُطْوِهـا آثارُهَـا
فَاضَتْ وَتَحْمِلُ مِثْلَهَا الأدْرَاجُ
مِنْ كُلِّ مَا نَقَشَ الزَّمَانُ قَلائِدٌ
ذَهَبٌ وياقوتُ السَّنَا والعَـاجُ
"سُـوهَاجُ" يا حُلْماً تَطَاوَلَ مَدُّهُ
فَـوْقَ السَّـحَابِ فَـدُونَهُ الأبْرَاجُ
أَنْوَارُكِ ائْتَلَقَتْ فَيَنْقَشِعُ الدُّجَى
كالشَّمسِ يَسْطَعُ نُورُكِ الوَهَّاجُ
والنُّورُ يَعْتَنِقُ الهِضَابَ يَضُمُّهَا
فَيَمِيْسُ نَهْدُ سُـهُولِهَا الرَّجْرَاجُ
والطَّـيْرُ تَعْزِفُ في ثَنَايا رَوْضِها
فَيَثُورُ شَـوْقُ غُصُونِهَـا .. يَهْتَاجُ
والنَّحْلُ يَسْتَسْقِي رِضَا رَيْحَانِهَا
شَـهْداً … تُعَبِّـقُ رِيْقَـهُ الأَمْشَـاجُ
مَعْشُوقةُ النِّيْلِ السَّعِيدِ يَشُقُّهَا
فَـتُبِيْنُ لُـؤْلُـؤَ سِـنِّهَا الأفْـلاجُ
وَالبَحْــرُ أرَّقـَـهُ اشْتِيَاقُ مُبَاعِـدٍ
فَـتَكَادُ تَعْــُدو نَحْـوَكِ الأَمْـوَاجُ
وَتُزَفُّ فِي حُلَلِ البَهَاءِ سَفَائِنٌ
أَلْوَاحُهَـا شَـوْقُ الفَـَتى وَالسَّاجُ
مَا غَابَ يُوسُفُ عَنْ بَدَيعِ رُوَائِهَا
فَلَهَـا … لِسُـدَّةِ حُسْـنِهِ مِعْــرَاجُ
وَلَهَا إذا انْفَرَطَ السَّحَابُ جَدَاوِلٌ
هَـىَ مُفْـــرَدَاتُ الـدُّرِ والأزواجُ
مَا مَسَّتِ السَّبْعُ العِجَافُ دِيَارَهَا
فَقِطَافُهَـا فَـوْقَ الـذِي تَحْتَـاجُ

إِنْ يَسْأَلُوهَـا فَهْىَ ( حَاتِمُ طَيِّئٍ )
وَإِذَا اسْتُثِيْرَتْ دُونَهَا ( الحَجَّاجُ )
وَالأَرْضُ يَنْشَقُّ الرَّطِيْبُ بظِلِّهَا
فَيَفِيضُ سُـنْدُسُ عُشْبِهَا الدَّيْبَاجُ
لَو قَارَبْتْهُ الرِّيحُ يَنْفَسِـحُ الْمَدَى
عِشْقاً وَيَشْـُدو مُطْرِبٌ صَنَّاجُ
بِقَصِيدَةٍ صَـاغَ الزَّمَانُ حُرُوفَها
وَالْكَوْنُ رَدَّدَ لَحْنَهَا " سُـوهَاجُ "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شعر / محمد فايد عثمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق