الجمعة، 9 مارس 2018

وَخْزُ العِظَامِ ..........محمد فايد عثمان


_
________________
وَخْزُ العِظامِ … إِذا ألَمَّ أَلِيمُ
كالنَّارِ والجَسَدُ المَهِيْضُ هَشِيْمُ 

تَسْرِي فَتَنْفَرِطُ الضُّلُوعُ كَأَنَّمَا
هَذَا الذِي عَانَى البَلاءَ فَطِيْمُ

فِي مِفْصَلِ الكِتْفِ اجْتِرَاءُ مَوَاجِعٍ
رَاحَتْ بِأورِدَةِ الفُؤَادِ تُقِيمُ

لا النَّومُ يَهْنَا لِي وَلا أَنَا قَائِمٌ
فَأَنَا أَبِيْتُ كَمَا يَبِيْتُ سَقِيْمُ

لا يَسْـتَقِرُّ بِجَنْبِهِ فِي فَرشِـهِ
وَإِذَا اسْتَقَرَّ فَفِي الغِطَاءِ جَحِيمُ

يَدُهُ التِي كانَت تُمَدُّ عَفِيَّةً
فَتَفِرُّ فِي جَوِّ السَّمَاءِ نُجُومُ

وَتَرُدُّ عَادِيَةَ اللِّئَامِ بِقَبْضَةٍ
تَزَعُ السَّفِيْهَ وَيُسْتَذَلُّ لَئِيمُ

وَتُرَاوِدُ الأحلامَ عَن مَكْنُونِهَا
وَتَظَلُّ فِي رَوضِ الخَيَالِ تَهِيمُ

وَتُمَدُّ بِالمَعْرُوفِ تُهْدِي فَضْلَهَا
فَيَنَالُ مِنْهَا الكَلُّ وَالمَعْدُومُ

الآنَ تُمْسِكُ عَنْ حِرَاكٍ بَيْنَمَا
كَفَّاهُ هَذَا : مُنْفِقٌ … وَكَرِيْمُ

يَا مَن لِكَاهِلِهِ وَمَن لِفُؤَادِهِ
لَمَّا تَنَاوَبَهُ أَسَىً وَهُمُومُ
إِن قَالَ : آهٍ لا يُطِيعُ لِسَانُهُ
وَلَئِنْ تَأَوَّهَ مَن تُرَاهُ يَلُومُ

تَرثِي لَهُ الأمُّ الوَلُودُ وَرُبَّمَا
تَأسَى عَلى مَا يَشْتَكِيْهِ عَقِيْمُ

لا يَشْتَكِي لِلنَّاسِ حُرْقَةَ دَائِهِ
شَكْوَاهُ يُمْلِيْهَا عَلَيْهِ ( رَحِيْمُ )

فِي دَعْوَةٍ لا تَسْتَقِلُّ بِذَاتِهَا
حَتَّى يُعَجِّلَ بالشِّفَاءِ ( حَكِيْمُ )

يَهْدِي الطَّبِيبَ إلى الدَّوَاءِ بِلُطفِهِ
فَيُطِلُّ بالوَجْهِ الوَضِيءِ رَؤومُ

وَيَعُودُ يَسْعَدُ بالحَيَاةِ وَتُجْتَلَى
آفَاقُهَـا كَأْساً سَقَاهُ نَدِيْمُ

ذَهَبَ الذِي سَحَقَ العِظَام وَهَا أَنَا
والفِكْـرُ صَـافٍ والفُؤَادُ سَلِيْمُ

لَمْ يَشْكُ مِنْ جَزَعٍ يَحِنُّ فُؤَادُهُ
وَيَرُدُّنِي شَـوقٌ إِلَىَّ قَدِيْمُ

لا شَيْءَ يَعْدِلُ أَن تَبِيْتَ بِصِحَّةٍ
مَنْ لا يَفُـوزُ بِمِثلِهَـا مَحْرُومُ
___________________
محمد فايد عثمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق