الأربعاء، 18 يناير 2017

.........(هجرت الدار).........شاعر البيداء/سعود أبو معيلش

هَجَرتُ الدَّارَ أضناني هَواها
وطول العُمر أحلامي  لُقاها
وَجئتُ الدار تَسبقُني شجُوني
وجدتُ الدَّار تبكي  من بَناها
وَتَنبحُني الكلاب ببابِ داري
كما الأغراب إن مَرَّتْ  حِذاها
أما عَلِمَتْ بأن الدَّارَ داري
ولي أثَرٌ توارى في  فَناها
هنا أُمِّي لقدْ نَشَرت قَميصي
هنا ليلى تَباهت في  صِباها
هنا جاري يناديني لأمر
هنا في العيد ضحَّينا  شِياها
وغُصن التِّين يدني في ثِمارٍ
وآكلها كشهد في  حَلاها
هنا الزيتون ظللني دواماً
هنا حَوْرٌ تمَايَل َ في  سَماها
هنا عَينٌ بعذبِ الماءِ تجري
صبايا الحي إن وردتْ  تَباهى
هُنا جدِّي يخبئني بثوب
إذا أُمّي تُطاردني  عَصاها
هُنا طفلاً بَدأتُ الشِّعرَ فيها
وَتُطرِبُني المآذنُ في  نداها
هنا ثوبي تَمَزَّقَ مِن سِياجٍ
هنا قَدَمي تَعَثَّرَ في  حَصاها
وذا فخِّي يصيدُ الطيَّر عصراً
أرى الأعشاشَ يَسحَرُني  بُناها
هنا الدَّحنونُ تقطِفُهُ يَميني
فَراشاتٌ تَرَكِّضُني  وَرَاها
وكَلبي لاهثاً يجري جواري
وطول الوقت يعطيني  انتِبَاها
كما الآساد يكشِف ُ عن نُيوبٍ
إذا ما الخصمُ يُبدي لي  سَفاها
ومسمارٌ يُمَزِّقُ في حِذائي
وأَقدامي تُغَرَّقُ في  دِماها
وأيام البيادر كم سهرنا
وفوق السِّطح نمنا في  نَداها
وَذكرى الدّار تَغزوني دواماً
كأَرماحٍ يُمزَّقُني  رُماها
وأسيافٌ تُقَطِّع ُ في وَتيني
وشرب الدم مني ما  رَواها
سأبكي الدَّهرَ أياماً تَوَلَّتْ
وأحباباً سيفرحني  لُقاها
لِتلكَ الدارُ عشقٌ في فؤادي
ولو غيري كأَحْجارٍ  يَراها
أيا عَيني فَجودي اليْومَ جُودي
لعل الروح تبرد من لظاها
 شاعر البيداء/سعود أبو معيلش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق