الاثنين، 27 مارس 2017

داليّة سعود أبو معيلش معلقه رقم 8 .....(وخالٍ على خَدٍّ)....


1 وخالٍ عَلى خَدٍّ كَنُقطَةِ إثمِد
 لِلَيلى وَطَرفٍ أخضَرٍ كالزَّبَرْجَدِ
2وَحِنَّاً عَلى راحٍ تَجَلَّتْ رسومها
 إذا كَشَفَتْ بالرِّدنِ عَن ساعِدِ اليَدِ
3إذا نَثَرَتْ عِندَ الصَّباحِ ذوائباً
تَظُنُّ بأنَّ الشَّعر َ ماءٌ  لِعَسجَدِ
4وَطَرف كَحيل لو يَجودُ بِنَظْرةٍ
يَروحُ بِلُبِّ الكَاهِنِ  المُتَعَبِّدِ
5كأنَّ هداب الطرفِ ريش نَعامةٍ
وَحَدُّ حِداقِ الطرفِ خُطَّ  بأسوَدِ
6إذا ما تهبُّ الريحُ رَفَّت قُرُونُها
رفيفُ زُهورِ الزَّعفَران  المُمَدَّدِ
7تَشّعُ اللآلي لوْ تَرَاها تَبَسَّمَتْ
كَنورٍ لِنَجمٍ في السَّماءِ  مُسَرمَدِ
8وجارتْ على ليلى الدُّهُورُ ففارَقَتْ
وأمسيتُ في غَمٍّ بِسجنٍ  مُؤَبِّدِ
9وأصبَحتُ مَجْنوناً وَزادََ تَوَلُّعِي
وكيفَ لِمجنونٍ بليلى  سَيهتَدي
10سَلوا قيسَ ليلى عنْ دهورٍ تقادمتْ
لَعَلِّي لقيسٍ والهَوى  بمُجَدَّدِ
11بِشِعرٍ وَعِشقٍ كي أموتَ صَبابَةً
بِليلى هيامي في الحياةِ  لِمَلحَدي
12وَهَجرٌ بليلى كم يَجُورُ بِعيشَتي
فَهُمتُ ببيداءٍ لِغربيب  أجْرَدِ
13ألِفْتُ وُحوشَ القَفْرِ ليْلاً ورِفقَتي
لِأُسْد ٍ وذؤبانٍ وأزعَرَ  أَربَدِ
14فمَا كلُّّ هَجرٍ للدِّيارِ بمؤسِفٍ
ولا كلُّ قُرب ٍ للدِّيار ِ  بِمُسعدِ
15إذا ما تَجورُ الدَّارُ جُوُرُ عَدَاوةٍ
وَقدْ جِئْتَها في لَهْفَةٍ  وَتَوَدُّّدِ
16فَفَارقْ أَذَاها كَيْ تَعيشَ بِعِزَّةٍ
بلا نَدَمٍ فالعَوْدُ ليْسَ  بِأَحْمَدِ
17وبئسَ معاشٌ إن جُمِعتُ بِزُمْرَةٍ
تَراها أَتَتْ منْ شَامتينَ  وَحُسَّدِ
18تَنامُ بِلَيلٍ ما أَمِنْتَ لِغَدرِها
 وجَفنُك حتَّى الصُّبْحِ ليسَ بِمُرقِدِ
19إذا ما هَجَرت َالدَّارَ يُزريْ بِكَ الأَسى
وجَأشُكَ فاربِطْ في الأسى  وَتَجَلَّدِ
20ولا تَصحَبَّنَ الِّلحزَ في أيِّ حَاجةٍ
 وصاحِبْ كَريماً في العَطاءِ بِأجوَدِ
21 هَجرتُ دِياراً للضَّغينةِ مَوطِناً
 كقفْرِ الفلا في كلِّ فَصلٍ بِأجْردِ
22نَزَلْتُ بِدارٍ أمْرَعتْ بِرِجالِها
 كزهرٍ بذي روضٍ يَمانٍ مُخَلَّدِ
23رِجالٌ شِدادٌ لا يُكَدُّ رَفيقُهُم
يَفِلُّون فُولاذَ الحَديدِ  بأعْضُدِ
24ولمَّا أتَيتُ القَوم َ شَمْسَ أَصيلَها
جَلَسْت ُعلى فَرْشٍ بصدرٍ  مُمَهَّدِ
25فَطافُوا على كُلُّ الضُّيوفِ بقهوةٍ
بِفتيانِهم في دَلَّةٍ  لِلتَّزَوُّدِ
26 بِبُنٍّ بِعِطرٍ رِيحُهُ من قُرُنفُلٍ
 ولَونٌ لهُ بالزَّنجَبيلِ كَعَسْجَدِ
27تَجيءُ دِلالٌ كالمَذاكي بِغارةٍ
لتَغزو  فناجينا ً بِبُنِّ لِتُبْعَدِ
28دِيارٌ تُطيرُ اللُّبَ مِنْ طيبِ أَهلِها
 رِجالٌ بها في العُسْرِ لمْ تَتَشَدَّدِ
29وفيها تَرى الشمَّ العَذارى بِزَهْوِها
 كَسِربٍ من الأرآم ينأى وَيَغتدي
30إذا وَرَدت لِلماءِ عَصْراً كأنَّها
بطيبٍ وَرَيحانٍ بِرأسٍ  كَهُدهُدِ
31إذا ما رماكَ الجَفنُ من سهمِ لَحظِها
سَتَذْهَلُ عنْ اسمٍ ولم  تتأكَّدِ
32ولكنَّ غَضُّ الطَّرفِ دأبُ عَشيرَتي
ونفسُ الأبَيِّ الحُرِّ لم  تَتَعَرْبَدِ
33إذا رُمتُ غَيداءً سآتي بِمَهرِها
 صريحٌ جريءٌ لستُ بالمُتَرَدِّدِ
34وأمَّا إذا بانتْ سأصْبو لغَيرِها
أسيرُ بِدَربٍ واضحٍ  وَمُعَبَّدِ
35وأَلجُمُ نَفْسي كي أشدَّ جِماحَها
 وأُطفِيءُ بالذِّكرِ الهَوى المُتَوَقّدِ
36وأعْفو إذا ما الخِِلُّ زَلَّ لِسَانُهُ
 ولا أرصُدُ الزَّلات منْ كُلِّ مَرْصَدِ
37وكمْ أَقضيَ الحاجاتِ لوْ بي خَصَاصةً
ولا أترُكنَّ العَونَ رِجئَاً إِلى  الغَدِ
38أَكُفُّ يَدي عَن زادِ قَومٍ بِلَمزَةٍ
وأَصْدُرُ خَمْصاناً ولمْ  أتَزَوَّدِ
39وَأَقْدِرُ كُلَّ الناسِ كلٌّ بِقَدرِهِِ
 أُساوي نَعيمَ الشَّعر بالمُتَجَعِّدِ
40وأذْكُرُ أصحاباً بِخَيرِ عَشيرَةٍ
 وأسيادَ قَومٍ في جِبالٍ بمُنجِدِ
41تَراهُمْ بِسرْبالٍ كَجُندٍِ مَن الوغى
 لجيشٍ عَظيمٍ في الِّلقاءِ بِمُرْعِدِ
42وَأمَّا كبيرُ القوْمِ جاءَ كَماردٍ
 وباسِقِ نَخلٍ أوْ مَنَارٍ لِمَسْجِدِ
43ولَمَّةُ قاتٍ في المَساءِ كَأنَّها
 تَلمْلِمُ شَملاً كم يَرُوحُ سيغْتَدِي
44بِها كُلُّ صَحْبي جَالسُونَ كَأَنَّهُمْ
 قَبَاطِينُ فـُلكٍ يَقْبِضُونَ بِمِقـْوَدِ
45وما إنَّني للقاتِ من كان راغباً
 وَمَا كنتُ في يومٍ لهُ بِمُمَجِّّدِ
46ولَمَّا رَآني شَيخُهُمْ بِحِضُورِهِ
 فَراغ لـِعقرِ العِجلِ لمْ يَـتَفَنَّدِ
47أَتَاه ُبِموسٍ كَالسَّجَنْجَلِ لامعٍ
 وَلَمَّا جَثَا لِلذَّبحِ كانَ بِمُجْهَدِ
48فَأَوقَد نَارَا بالغَضَا لوليمةٍ
وجاءَ بِلَحمٍ نَاضِجٍ  وَمُقَدَّدِ
49وَمَا كنتُ بَينَ الطَّاعِمينَ بمَسْرعٍ
 فَما أبْصَرَتْ عَينِي وَمَا أُطلِقَتْ يَدِي
50فَراحَ كَبيرُ القَومِ يَرمي بِشَحمِهِ
 أمَامِي ومِنْ بُرٍّ بِسَمْنٍ مُعَصَّدِِِِ
51أَمُدُّ يَمِيني لَيْس َ مُسْتَعْجِلاً بِها
وأَمَّّّا يَساري جَانِباً  لَم تَمَدَّدِ
52هُمُ أَهْلُ جُود ٍخِلقَةً لا تَصُنُّعاً
 فَلا يُمنَعُ الصَّادي لِماءٍ بِمَورِدِ
53فَيا ليتَ أَنِّي مِنْ يمانيِّ دِيرَةٍ
 وَكنْتُ يِمانِيَّا ًبِعيشٍ وَمَولِدٍ
54وَيَا ليْتَني مَا كُنتُ قَالٍ دِيارَهَا
 وَقد ْكُنتُ فِيها طُولُ عُمْري لِمَرقَدِي
55فيَا ربُّ غَابتْ زُمرةٌ لي عَزيزَة ٌ
 وَعهدُ الصِّبا ولَّى وَلمْ يـَتَجَدَّدِ
56وَأَهلي يَذُوقُونَ اﻷَذَى بدِيِارِنا
 وأَرضي جَناها لِلحَقودِ المُعَرْبِدِ
57أَجُوبُ شَمالَ اﻷَرضِ حتَّى جَنوبَها
 ولكنْ تَراني عَن دِياري بِمُبعَدِ
58وَكُلُّ دِيارٍ هُجِّرَتْ عَادَ أَهْلُها
 ولكنْ دِياري مَا أَرَاها لـِعُوَّد
59مُنَايَ بِليلٍ حَالكٍ أو بِمُقْمِرٍ
 أَكُرُّ عَلى سَرجٍ لِصَهوةِ أَجْرَدِ
60بِرُمحٍ يَمانِيٍّ وَتُرسٍ وِمِحجَنٍ
 وَسيفٍ بحَدٍّ قَاطعٍ وَمُهَنَّد
61سَلونِي فإنَّ القُدسَ آلتْ لِيَعْرُبٍ
 وَليسَ لِنصرانِيَّةِ المُتَهَوِّدِ
62وَمِنْ عهدِ فاروقٍ تَعاظَمَ قَدرُها
 وقَولٌُ بِقرآنٍ فَصيحٍ مَؤَكَّدِ
63وكمْ مِنْ دِيَاناتٍ تَجيءُ لِأرْضِها
 وَلكنَّها فَازتَ بِدينِ مُحمَّدِ
64وَمجدُكَ لا يَأتي بِنَومٍ وَرَاحةٍ
 فَدحْر ُالأَعَادي لا يَكونُ مِنَ الدَّدِ
65وتَذهبُ ريحُ القوم إِنْ تَأت فُرقَةٌ
 وتأتِ العِدا تَغزو البلادَ وتَعتَدي
66وَيُعطى ولاءٌ لِلبُغاةِ بِذِلَّةٍ
 وَلم يَأت ذُلٌ لِلعزيزِ المُوَحِّدِ
67رَسولٌ من الرَّحمنِ جاءَ بِحُقْبةٍﷺ
 تُرى اﻷرضُ قَد عَجَّتْ بِضَالٍّ وَمُلْحِدِ
68نَبِيٌّ رَؤُوفٌ قَد تَسامقَ ذِكرُه
 وَجاء َلَنا ليلاً كَبدرٍ وَفَرقَدِ
69وَقَد جُنَّ كُلُّ المُنكرونَ لِهَديِهِ
 وَمنْ كُلِّ زِنْديقٍ عُتُلٍّ وَمُلحِدِ
70وَكُلٌّ أَتى دِيناً بِقَولٍ مُزَيَّف ٍ
 وَما الدِّينُ إلاَّ ما أَتى لِمُحَمَّدِ
71وَقدْ أَصْبَحَ الدِّينُ الحَنيفُ مُهيمِنَاً
 على غَيرِهِ مِن ْكُلّ دِينٍ مُشَدِّدِ
72أَتَى للصَّحَارى خَيْرَُ مَن وَطأَ الحَصَى
 أَتانا بِعِزٍّ لِلدِّيارِ وَسُؤدَدِ
73وكَانَ عِداءُ الدِّينِ مِنْ كلِّ مُشْرِكٍ
 وَمرْصَدُهُمْ لِلمُسلمينَ بِمَرصَدِ
74وأزْرَوا بِلالَ في الهَجِير بِصخْرَةٍ
 فَجاءَ لَهُم ذُلٌّ بِأسْودَ أَجْعَدِ
75وَتَنفُثُ حِرباءٌ عَليَّ وحَيَّةٌ
وَضَبٌّ وَرَقطاءٌ بِتِبنٍ  مُمَهَّدِ
76نَطقْت ُبِشِعرٍ مُذ نعومَةُ مِفرَقي
 وتِربي بِنُطقِ الرَّاءِ بالمُتَرَدِّد
77حُبِيتُ من الرَّحمنِ بالِحسنِ في الوَرى
وَليسَ بِعُسلوجٍ ولا  بمسرهَدِ
78وما كنتُ نذلاً إنْ أَرَيتُ تواضُعاً
ولستُ بمَغرورٍ ولا  مُتَمَرِّدِ
79فلا تَرْضَ عَيشاً فِي الحَياةِ مُزَيَّفاً
 تَوَجَّهْ إلى رَبِّ السَّما وَتَجَرَّدِ
80وَهذي الدُّنَا لا يُأسَفَنَّ لِعَيشِها
 فَليْس َبِها عِزٌّ وَلمْ يَتَبَدَّدِ
81كَأَنَّ بِها سيفٌ لنَحْرٍ مُسَلَّطٌ
 وَلَو كانَ في غِمدٍ ولَمْ يَتَوَعَّدِ
82وَكلُّ مَعاشٍِ لو يُرَى بِسَلامة ٍ
فَكُلٌّ لهُ حَتفٌ يَجيءُ بِمَوعِدِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق