الجمعة، 17 مارس 2017

( ( ( سنَجْنيْ مـا زرَعْنا ) ) ).......فارس العبيدي


كأنَّ حياتَنا انقلَبَتْ هـَبابَا
وأُفْقَ مدارِنا أضحـىْ سَرابَا
***
وباتَ العُمْرُ تاريخـًا مُريبًا
و جنَّةُ عَيشِنا، قفْرًا يَبابَا
***
وإذْ كانَ الحَمـامُ لنا رسولاً
يُناقلُ بينَنا النَّجوىْ خِطابَا
***
صرَفْنا رُسْلَ نجوانا، اتَّخذْنا
بديلاً عنْ حمـائـمــِنا الغُـرابَا
***
وماكَرْنا ابْنَ آوىْ فانْتصَرنا
و حاولَ أنْ ينافسَنا و خـابَا
***
تقلَّبَتِ النُّفوسُ وما تصافتْ
وأصبحَ كلُّ هاجسِنا ارْتيابَا
***
تجاهلْنا التَّفاهمَ والتَّراضيْ
وضيَّعنا الهدايةَ والصَّوابَا
***
و لمْ نُقِمِ العدالةَ فيْ حِمانا
و لا الإنصافُ كانَ لنا رَبابَا
***
و لا الدَّعواتُ نافعةً فنَنْجو
و لا الصَّلواتُ تُجـزيْنا ثوابَا
***
وَكَمْ سترَتْ لياليْنا عـيوبًا
أَوَانَ الفجْـرِ نكسُوْهـا ثِيابَا
 ***
يُنافقُ بعضُنا بالودِّ بعضًـا
ومَنْ ولَّـىْ فنُصْليهِ اغْتِيابَا
***
يقينًا سوفَ نَجنيْ ما زرعنا
جزاءً، غَيرَ مـيمـونٍ، عِـقابَا
 ***
الهَبَابُ: الهَبَاء
اليَبَابُ: الخَراب
الرَّبابُ : العهْدُ والميثاق
ماكَرَ: خادعَ وراوغَ
الاغتياب: التَّكَلُّم خَلْفَ الإنْسَانِ إنْ غاب
 نظمتِ الأبياتُ على ضابطِ الوافرِ وكانت عروضُها الأولى تامةً مقطوفةً وضربُها مماثلاً، وأصابَ تفعيلاتِ حشوِها العصْبُ ( تسكين الخامس ) أحيانا، فجاء وزن البيت الأول كما يلي:
 مُفَاْعَلَتُنْ مُفَاْعَلـَتُنْ فَعولُ *** مُفَاْعَلَتُنْ مُفَاْعَلْتُنْ فَعولُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق