الثلاثاء، 25 يوليو 2017

____ معلقةُ الوجع ____رضوان عبدالرحيم


أهادنُ الحَوْلَ كأسَ الذُلِّ ترْويني
هزائمي لعنةٌ في سوح تمريني
وأحْضُنُ الصمتَ ترْياقًا فيوجعني
كمديةٍ غُرِستْ بين الشرايين
بيني وبين المدى آلافُ أسئلةٍ
ومنْطقي عاجزٌ حتى بتَخْميني
صِفْرٌ مهينٌ مع الأصفارِ يخذلني
تبَّاً لزْيفِ "الأنا" وهماً يماريني
أدْمنتُ عُقْمَ المنى في ليلِ أمنيتي
فأسْتسلمتْ للهوى كل الدواوين
أَمْثولةُ الشْعرِ لا تسمو بقافيتي
صَفَيْتُ مَرْثيَّةً والحرْفُ يبْكيني
الفاسدونْ وما أدْاركَ ما لَعِبوا
القاتِلونَ وطعْمُ الموتِ يرديني
الهائمونَ سرابَ البيْدِ مفْترقاً
قوافلُ تَشتكي لدْغَ الثعابين
لحمُ الغزالِ مع الكاساتِ مأدبة
حكْرٌ لقصر "الأغا" ويلُ المساكين
و"النفطُ"برميله أحلامُ يقظتنا
دخانهُ لوثةٌ مثل البراكين
"دولارهُ" نقمةٌ قدْ ساءَ موئلهُ
فأيُ عهْدٌ لنا في جيْبِ مأفون
"قيسٌ" يبوحُ هوى"ليلى" غرائزه
والأرضُ نائحةٌ من ذا يواسيني
يا أمةً رَسمتْ عار الهوان لنا
صارتْ ملامحنا سُودَ التلاوين
فوق الوجوهِ فأوْهامٌ وأقنعةٌ
فكيفَ ترجو الخطى تُحيي مياديني
ياقدْسُ عذْرا ويا أقصى فمعذرة
ويا بلاد الهوى ضَاعتْ أفانيني
منَ العراقِ جراحي تقتفي قدري
شؤْمُ المنافي غدا حتماً عناويني
من قالَ إنَّ بلادُ العرْب موطننا
فالموت مذبحةٌ بين المجانين
قضيتي لعْبةٌ بلهاءَ خاسرة
"شطْرَنْج"ُ تسليةٍ بين السلاطين
أنْكرْتُ في البلبلِ الصدَّاح أغنيةً
باتَ الغُرابُ يقيناً في تلاحيني
(انا الذي نظر الأعمى إلى) وجعي
(وأسمعتْ) صَرْختي أُذْنَ الملايين
"السيفُ أصدقُ إنباءً من الكتب"
"في حده" ماتَ زهْوي من أحاييني
والعيشُ موْتٌ بلا عزٍّ ومَهْزلةٌ
ضريبةٌ تقْتضي دفْع العرابين
وسجنُ حريِّتي فوق الشجون أسى
ما زلتُ في ظلْمتي أحيا زنازيني
أنظرْ لأمْكنتي شاهَتْ خرائطها
ماتتْ قداستها في عهْر تكوين
(هل حرَرَّوا )دونها (زيتونةً) عجباً
أمْ شمَّروا غيْرةً حتى بسكِّين
آهٍ من الزمن الموبوء منْكَسِراً
آهٍ من الحُكْمِ مَلْهاةُ الفراعين
مسلَّةٌ عدْلُنا دستورُ طاغيةٍ
نلوكُ في حَسْرةٍ روْثَ القوانين
أفيونُ غانيةٍ يُمسي خَرافتنا
فيحقنُ "الجنس" نَزْوَات َالتنانين
سمسارُ ليلتنا يبني مكائده
خلفَ الكواليسِ صَفْقاتٌ لملعون
قابيلُ يقْتلُ هابيلاً ويتركه
وإخْوةٌ قدْ رضُوا شرعَ الشياطين
حتى العصافير فوق الأيْك خائفةٌ
تشكو الشظايا وأبواقَ الغرابين
في كذْبنا خطْبةٌ عصماءَ ملهمة
تعْسَاً لفلْسفةٍ دون البراهين
قلْ لِلْقبيلةِ يكفي العارُ ناصيةً
فأينَ من شرفٍ بين الموازين
أهديتُ مَجزرةَ الجلاَّد معتنقي
والإنتماءُ سُدىً يُسْبي قرابيني
رضوان عبدالرحيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق