الثلاثاء، 25 يوليو 2017

ورد الحب...............مصطفى محمد كردي


هل في رحابِ الحُبِّ حُبٌّ أعجمي
أم أنّ قلبيَ في الهوى لم يُفهَمِ
لغةُ المشاعرِ والعواطفِ صغتُها
لكنّها عادت كشرحِ الأبكمِ
أتقنتُ مِن فَنِّ التّخاطبِ أسَّهُ
وخَبِرتُ معنى العاشقِ المتكلِّمِ
ودرستُ في علمِ التّحبّبِ عَلّني
أُهدي التى أهوى لهيبَ المضرَمِ
وكتبتُ في بحرِ الطّويلِ مشاعرًا
رَجَعَت إليّ كزورقٍ مُتحطِّمِ
ونسجتُ شعرًا مُتقنًا من وافرٍ
فبدا كصرحٍ مائلٍ متهدِّمِ
وبسطتُ في نغمِ البسيطِ حكايتي
رصَّعتُ دُرًّا رائعًا لم يَسلَمِ
ولقد رجزتُ لها فصيحًا ناعمًا
ورملتُ في دربِ الهوى كالمُحرِمِ
لكنّها في كلِّ ما أمَّلتهُ
زَفَّت لقلبيَ نكسةً لم تَرحَمِ
ووقعتُ في مَرَضِ الغرامِ وذُلِّهِ
وبكيتُ حتى رقَّ لي متجهِّمي
وشكوتُ همّي للنجومِ وبُرجِها
وسهرتُ أرقبُ بدرَها في مُظلِمي
وخرجتُ كالمنهوكِ بعد نقاهةٍ
لأعودَ ما كانت تزورُ وتنتمي
حتى وصلتُ إلى الحديقةِ عندها
تلك الزهورُ تبسّمَت لتبسُّمي
فقطفتُ من وردِ الرّياضِ شبيهَها
وجلستُ أنظرُ رسمَها في المَبسمِ
فسمعتُ صوتًا من حنينِ توجُّعي
كانت تَمُرُّ كغيمةِ المُتوَسِّمِ
فركضتُ كالمجنونِ أزرعُ وردتي
في كفِّها أسقي وصالًا من دمي
قالت حبيبي وردةٌ أخاذةٌ
وكأنّها طيرٌ فطابَ ترنُّمي
وتنشَّقَت عطرًا فغابَ بغَمضِها
وجعي ولوعةُ عاشقٍ مُتعَشِّمِ
فعرفتُ أنّ الحبَّ عِطرُ مودّةٍ
مِن وردةٍ سُقِيَت بدَمِّ المُغرَمِ
مصطفى محمد كردي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق