الثلاثاء، 25 يوليو 2017

مواهب...............مصطفى محمد كردي


دعني أحطِّمُ قيدَ علمِ مذاهبي
وأكونُ حُرًّا إن أتى أسراكا
ما مالكٌ وأبو حنيفةَ في الهدى
والشافعيُّ وأحمدٌ لولاكا
فجميعُهم عرفوا سناكَ بفِقهِهم
وأنا بجهلي قد عرفتُ هداكا
درسوا العلومَ فزدتَهم ورفعتَهم
ووضعتُ نفسي فاستبانَ عُلاكا
حرَّمتُ جفني أن ينامَ بليلهِ
فأبحتَ طرفي نظرةً ليراكا
لا تتركوا المضنى يموتُ بشوقهِ
بل فاذبحوني كي أكونَ فداكا
فالموتُ من حُمّى الهوى بكَ عزّةٌ
والذّلُّ عيشٌ طيّبٌ بحِماكا
فلعلّني في الموتِ أشهدُ رحمةً
عَلَّ الشهادةَ أن تنالَ رضاكا
أحَكمتَ لي فقرًا وكنتُ مجاورًا
هلّا قضيتَ بذلِّتي و غِناكا
عَدلُ المشيئةِ إن أتت بقطيعةٍ
فاسمح لبعضيَ إن أرادَ لقاكا
إن أظلمت بالغيمِ شمسُ هدايتي
فالتوبُ يدفعُ للفؤادِ شذاكا
الرّعدُ يُنذرُ باقترابِ بشائِري
والبرقُ في ليلِ النّوى بُشراكا
يا فاتنًا قلبي بوجهِ جلاله
ومنعتَ عيني نظرةً لبهاكا
ما بالُ قلبي شاهدًا لنِعائمٍ
والعينُ ترجو من كريمِ عطاكا
دوّختَ بُعدي في بديعِ مظاهرٍ
وفنيتَ قربي وحدَهُ بصَفاكا
أبقيتَني عبدًا أصومُ بلَمحةٍ
وجعلتَ سرّي غارقًا بهواكا
أرَضيتَ روحي في شهودِ بهائِكم
وتركتَ عقلي رائيًا لسِواكا
وحّدتَ مني ما انطوى بسريرةٍ
وقبلتَ حِسًّا يقبلُ الإشراكا
أظهرتَ وجهًا مسجدًا لعبادةٍ
وبَطنتَ عينًا تفتِنُ النُّساكا
وكشفتَ من بعدِ التّوحُّدِ أنّهُ
ما ثمَّ إلّا ما حواهُ سناكا
فجميعُ هاتيكَ المظاهرِ جُملةً
قد فُصِّلت من بحرِ جودِ عَماكا
وبدوتَ في الأُفقِ البعيدِ وفي الأنا
متجليًّا متحليًّا بحُلاكا
ورجعتُ للقيدِ الذي حطّمتهُ
إذ كان أمرًا فالتزمتُ بذاكا
والرّوحُ من أمرِ العليِّ فهذهِ
من تلكَ فاعلم من تُراهُ حباكا
سبحان من في الخَلقِ أحسنَ واستوى
وبعرشهِ قد أظهرَ الأفلاكا
وتجلّتِ الأسرارُ عند مشفَّعٍ
مِن بَعدهِ شَرَّفتَ مَن يخشاكا
صلى عليكَ اللهُ يا بدرَ الدّجى
يا مَن لرحمةِ خلقهِ سَوّاكا
مصطفى محمد كردي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق