ولي وطنٌ يُعانِقُهُ الضِّياءُ
ويَفعلُ ما يُريدُ كما يَشاءُ
ويَعْظمُ عن جهاتِ الكونِ طُرَّاً
فلا فخرٌ يَفيهِ ولا ٱحتواءُ
ويَسمو رغمَ مُوجِعِهِ كبيراً
ليَسجدَ فرطَ رفعتِهِ العَلاءُ
إليهِ الفَضلُ يَسعى في خضوعٍ
لنيلِ نداهُ يَسبقُهُ الثناءُ
عطاهُ الأوّلُ المَرْجوُّ جُوداً
وحاشا ليس يَعقبُهُ ٱنتهاءُ
إليهِ الشمسُ والأنوارُ جمعاً
تَحجُّ فمِنْهُ يُبهِرُها البَهاءُ
فسحقاً للذي يَشنو عراقاً
ثراهُ المَجْدُ يَمزجُهُ الإِباءُ
جحيماً أَرضُهُ تُصْلِي الأعادي
لها مِن عِزَّةِ الباري رِداءُ
وأَهْلٌ في جبينِ الدَّهرِ خَطّوا
سطورَ الفَخرِ أحرفُها الدِّماءُ
أيا وطناً تَغلغَلَ في كياني
بأيِّ (الأكْرَمَينِ) لك الوفاءُ؟
وفيكَ الأرضُ مُذْ مُدَّت عليها
أقامَ (خَليلُهُ) والأنبياءُ
مَدى الأيامِ حبلى بالمعالي
بها مِن عِترةِ الماحي ٱنتماءُ
فكَمْ مَرَّتْ عليكَ ليالِ ظُلْمٍ
وقد أَرديتَ وٱنخذلوا وباءوا
فأَذِّنْ في الورى بالنَّصْرِ دوماً
يُجِبْكَ شهيدُنا والأولياءُ
(الأَكْرَمَين) أقصد بهما الجسد والروح
(خليله) أي خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق