تعال يا صاحبي للحزن نجرعه
والكأس كأس الأسى هيا لنترعه
"أبو زريق" ألا نشكو تعاستنا
إذ هدنا الدهر كم أعيت مواجعه
ودعته "قمرا" ماذا جنيت هوى
غامرت ملء النوى أهداك مصرعه
أيا حبيس الأسى طال الهوى قدرا
كم كنت في ندم أضناك مخدعه
ما للندامة في الوجدان تلهبنا
فما ظفرنا المنى والقهر يصفعه
"قد كان مضطلعا بالخطب يحمله"
ويح الزمان فكم تبلي فواجعه
عانيت بينا أذاب القلب منكسرا
أحببت ترحاله ب"العزم تزمعه"
وإذ نقاسي من الشدات تنخرنا
نذوب ليل الجوى بالحلم نخدعه
قل لي أفيك حنين موجع وهوى؟..
أم لم تزل للأسى بالآه تبلعه
أراك مرتبكا كالأمس في شتت
أم جئت بالروح ترجو زهو مربعه
فقسوة البين كم هدت كواهلنا
ميراث هم من الأوجاع نجمعه
مأساة أحرفنا تهذي بأضلعنا
والشعر فينا وئام شح منبعه
روحي تبعثرني ما زلت في عتب
وأنت يا شاهدي تدري فواجعه
وهل مررت إلى بغداد تسألها
عن حالها "قمر" كم زان مطلعه
وكم ترى كابدت في الانتظار هوى
تحاور القلب تحنانا وتسمعه
وكيف كنت تداري الروح من وجع
وفيك كل رجاء العمر تزرعه
يا أيها المبتلى مضناك في جلل
قل لي كلاما فليت الصمت تنزعه
لقد رحلت ولم ترجع إلى" قمر"
"لاتعذليه فإن العذل يولعه"
نظرت جرحك حزنا حيث روعني
موت الغريب بلا أهل يشيعه
لا نوح لا نعي والأنفاس خامدة
هيهات يا "قمرا" فالموت أوقعه
أقول وا أسفا للعمر نرهقه
والمرتجى حين بؤس ليت ينفعه
دفنت مغتربا " لا تعذليه" فقط
"فاستعملي الرفق" عل الرفق يشفعه
فإنه عازم لا شي بثبطه
"ما آب من سفر" ..يا شؤم مطمعه
آه أيا "قمري" الشوق يؤلمني
مدي إليه أكف الوصل مرتعه
القلب في وله يرجو منازله
يشقى وفيك دواء القلب أنجعه
شطبت خارطتي من مبتغى أفقي
وموطني نازف والجرح يلفعه
مر المنافي مهاد دونما وطن
والقهر فينا عظيم الوقع نتبعه
شذت تقاويم أزماني بلا زمن
قهري لروحك عانى الهجر أوجعه
خلدت جرحك بالأوجاع قافية
رثاء عمر فلم تهنأ بمهجعه
كم كنت مؤتلقا في الحزن تحرقه
تصوغ من وجع حرفا وتبدعه
وكم مضى وسنين العمر هاربة
مازال طيفك حين الليل ألمعه
والروح بالروح وصل ينبري شغفا
وبيننا وطن في التيه موضعه
مازال يدركنا ذات الهوى عجبا
والهم يحكمنا يهوي فنرفعه
إن شئت خذ بعض روحي دونما أجل
سيان نحن لزهو الروح ندفعه
فعد الى الرمس كاد الفجر يفضحنا
واترك لي الحلم بالأحزان أشبعه
رضوان عبدالرحيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق