الحقيقة الزهراء.............مصطفى محمد كردي

جاءت على وعدٍ لها الزّهراءُ
فتفرّقَت من نورِها الأنواءُ

وتفرّدَت في مهجتي عن غيرِها
فالغيرُ ظِلٌّ زائلٌ وفناءُ

الشمسُ قد سطعت وبانَ بنشرِها
من فيضِ نورِ المِنّةِ الأشياءُ

وبدا الذي قبلَ الظّهورِ وبعدَهُ
في الحُكمِ إن حقّقتَ ذاكَ سواءُ

وهمٌ تركّبَ في معالمِ كونِنا
من فوقِ وهمٍ فوقَهُ الإغفاءُ

فالنّاسُ في نومٍ ويرفعُ سِترَهم
عند الوفاةِ فتُوقَظُ الأحياءُ

فيرونَ أنّ اللهَ خالقُ فعلِهم
وبأنّهم في ملكهِ الضّعفاءُ

وهو الغنيُّ بذاتهِ عن خلقهِ
والخلقُ مهما جمّعوا الفقراءُ

النّارُ لا تؤذي بذاتِ لهيبِها
والحقُّ ... لا يروي العطاشَ الماءُ

والقطعُ في وصفِ السّيوفِ وغيرهِ
محضُ المجازِ يقولهُ العقلاءُ

فاللهُ خالقُ فعلِنا وصفاتِنا
ولنا بشرعٍ تُنسَبُ الأخطاءُ

من فضلهِ خَلقُ الجميلِ ونَسبهِ
للمؤمنينَ وكلُّ ذاكَ عطاءُ

فتميّزوا في وصفِكم عن وصفهِ
وينالُ علمَ صفاتهِ السّعداءُ

فإذا عرفتَ الوصفَ لُذتَ بذاتهِ
وبدت بمشهدِ خلقهِ الأسماءُ

معراجُ روحي في شهودِ جلالهِ
وجمالُ وصفِ صفاتهِ الإسراءُ

مصطفى محمد كردي