نسائمُ البوح -------------- إيمان المحمداوي --------------

حـــواءُ داخـــلَ حــوائـي تـنـاديني
 أغـلـقتُ مــن دونِـهـا كـلَّ الـدواوينِ

زيّــنـتُ حـرفـي وأقـلامـي لأكـتـبَها
 أقــمـارَ لــيـلٍ بـقـرطاسِ الـمـجانينِ

نـسائمُ الـبوحِ مـن حـولي تداعبُني
 أخـفـيـتُ فـيـها تـراتـيلَ الأحـايـينِ

يـالـيتَ كــلَّ مـسـاءٍ فـيـهِ يـجمعُني
 أسـطّرُ الـهمسَ مـن وحـيٍ يناجيني

اُداعـبُ الـوهمَ فـي لـيلي يسامرني
 وأرســمُ الـحـلمَ والآمــالُ تـغـريني

شيّدتُ قصراً على غيمِ المُنى سكناً
 ومـن خـيالي دثـارُ الـعشقِ يـأويني

أزبــادُ طـيفِ الِـلقا أطـوي بـها أمـلاً
 بـحرَ الأماني وريحُ اليأسِ تطويني

لــولا خـيـالٌ وشــوقٌ لـي يـلازمُني
 لأنْـشـَدَ الـنَـظمُ بـالأشـجانِ يـرثيني

أضـاحِكُ الـحرفَ لـكنْ لـستُ لاهيةً
 عـن واقـعٍ فـي أتـونِ الـهمِّ يُـلقيني

صـارَ القصيدُ لأوجاعي ومصطبَري
 أرجـوحةً في ليالي الصمتِ تلهيني

يُـذكـي بـليلِ اصـطكاكي نـارَ قـافيةٍ
 بـيـنَ الـضـلوعِ لـهـا جـمـرٌ يـدفّـيني